الحدث الأمني الذي انتهي أول من أمس الثلاثاء 15/ 1/2019 بعد التأكد من المشتبه بهم عقب التحقيقات التي حرت معهم بعد تدخل كل من ميلادينوف ومسئولين أممين والقنصل الايطالي تبين أن المشتبه بهم دخلوا غزة بشكل سليم وأن أوراقهم سليمة ولا علاقة لهم بأي مخالف لقواعد العمل المتعارف عليها بين الامم المتحدة وقطاع غزة.
الحدث كان مهما ودلل على اليقظة والمتابعة من جهات الأمن في قطاع غزة وعند المقاومة وهو يحمل رسائل كثيرة نستخلص منه ثلاث رسائل مهمة .
الرسالة الاولى: رسالة تطمين للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة أن الداخلية والمقاومة يقظة ومتابعة وهي تعمل بكل ما لديها من قوة من أجل الحفاظ على الأمن وعدم السماح بأي اختراك من قبل الاحتلال لقطاع غزة أمنيا، وأن يقظة هذه الأجهزة هي التي تحول دون وقوع أي اختراق وهذا يحتاج لليقظة ليس فقط من الأجهزة الأمنية ولكن من كل مواطن بأن يكون رجل أمن يقظا فطنا في حال وقوع أي اشتباه ناتج عن تحرك مشبوه أو استفسار في غير مكانه أو جمع معلومات لا تفيد جامعها او موضوعه الذي يريد، وهذا لا يعني العيش في حالة من القلق والاشتباه والهوس الأمني ولا أعتقد أننا في غزة يمكن أن نعيش هذه اللحظة لأن التجربة علمتنا كثيرا ومكنتنا من التحقق مما يجري حولنا؛ ولكن في لحظة الشك المطلوب التوجه إلى جهات الاختصاص وتوصيل ما لديه من معلومات أو شكوك وهي بعد ذلك تقوم بالمتابعة لتحقيق الأمن.
الرسالة الثانية : فهي للاحتلال بأن عملية حد السيف كان لها ما بعدها وهذا الذي جرى يعطي دليلا واضحا بأن مساعي الاحتلال لمواصلة الاختراق الأمني لقطاع غزة بات صعبا بعد فشل عملية حد السيف الأمنية وعلى الاحتلال أن يفهم الأمر ولا يحاول الوقوع مرة أخرى في قطاع غزة كونه مختلف عن كل الساحات التي مارس فيها الاحتلال إجرامه.
ما حدث بالأمس يقول للاحتلال بأن الأمن في غزة منتبه يقظ وبإمكانه كشف محاولات الاختراق من الاحتلال رغم اختلال موازين القوة إلا أنه قادر على مواجهة الاحتلال وكشف اختراقاته والتعامل معها بحرفية عالية وسجل نجاحات، وعلى الاحتلال الاتعاظ والتعلم، وعليه ان يفهم أن غزة ساحة محرمة عليه فلا يلعب بالمحظور لأنه قد يدفع ثمنا كبيرا.
الرسالة الثالثة: اعتقد أن هذه الرسالة موجهة إلى كل مؤسسة دولية أو أهلية تابعة وهي العمل على احترام قواعد اللعبة الدولية وان القطاع محصن وليس ساحة مفتوحة لتنفيذ اجندة تخدم الاحتلال، فحتى يكون الاحترام قائم بين هذه المؤسسات وجهات الأمن في القطاع سواء الداخلية أو المقاومة عليها الالتزام بالأصول المتعارف عليها والتي يجري العمل بها منذ سنوات، وعليهم التأكد أن موضوع الأمن خط أحمر لا يمكن اغفاله وتجاوزه قد يؤدي إلى كسر كل قواعد العمل ولو ثبت أن هذه المؤسسات تلعب بأمن القطاع بالدليل والإثبات فسيكون وصمة عار على جبينها ليس في غزة بل حيثما وجدت هذه المؤسسات ولن يمحوها اعتذار.
غزة بفضل الله ستبقى مصونة وأمنة ومحمية لأن فيها رجال لديهم القدرة على حفظها وصونها من العبث من أي جهة كانت ولن يقف أمام الأمن كبير، فالكل عند الأمن عليه التوقف والتفكير مليا وإلا سيعرض نفسه للمسائلة.