بيروت – الرسالة نت ووكالات
كشفت تقارير إخبارية أن إسرائيل بدأت اعتماد أسلوب جديد من أساليب التجسس في لبنان ، إذ أرسلت أول من أمس الجمعة منطاد تجسس من نوع "بومباردير" حلق فوق مدينة بعلبك وبلدتي نحلة ويونين وسلسلة جبال لبنان الشرقية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الأحد عن العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي أمين حطيط القول إن للمنطاد ميزات فهو "بالون ينفخ بغاز يمكنه من التحليق ، وبالتالي عندما يطلق لا يكون في حاجة لمحرك أو وقود ليسيره، ويمكن تثبيته في منطقة ونقطة معينة ولمدة محددة يحركه الهواء، وهو مجهز بكاميرات وبأجهزة اتصال حديثة تسمح بتحويل كل ما يتم تصويره لمراكز المراقبة الإسرائيلية. وما يميزه عن الطائرات أنه يمكن تثبيته في نقطة محددة، كما أن تكلفته لو أصيب أقل بكثير من تكلفة الطائرة التجسسية".
ورأى حطيط أن: "إسرائيل ترسل المناطيد حاليا لثلاث مهمات ، الأولى استطلاعية ، والثانية للاستفزاز والتحدي ، والثالثة لاختبار ردة الفعل اللبنانية، إن كانت ردة فعل الجيش أو المقاومة". وقال: "المنطاد يشعر العدو بأنه تحت المراقبة مما يدخلنا في حرب نفسية ، خاصة إن كان الجندي غير قادر على إسقاطه".
وشرح أنه "يمكن التحكم في ارتفاع المنطاد ، وفقا لكمية الغاز التي ينفخ بها ، وقد يتراوح ارتفاعه بين 150 مترا و2000 متر ، وكلما زاد ارتفاعه تراجع مفعوله في إطار العمل التجسسي". وشدد حطيط على أن "الثقافة العسكرية توصي بضرورة عدم إطلاق النار على المناطيد من المراكز الأساسية والسرية للجنود إذ يتمكن العدو عندها من الكشف عنها وجعلها هدفا مباشرا له"، وقال: "في الحروب السابقة وعندما كانت إسرائيل تريد أن تعرف مراكز الفلسطينيين في الجنوب كانت ترسل المناطيد التي كان يتم التصويب عليها".
وعن سبب عدم إسقاط المنطاد الذي أرسل اخيرا، قال حطيط: "كان من الممكن أن يتم تصوير المنطاد لضمه كوثيقة للخروقات الإسرائيلية المتمادية للأجواء والسيادة اللبنانية، لكن الدولة تعبت من إجراءات وتوثيقات لا يهتم لها المجتمع الدولي أو مجلس الأمن".
وأشار إلى أن: "الأقمار الاصطناعية هي الركيزة الأولى التي يعتمد عليها العدو لرصد لبنان ككل وبالتفصيل". وقال: "لبنان يقع تحت تأثير ستة أقمار اصطناعية ، وصور هذه الأقمار قادرة على بيان أدق التفاصيل التي تخدم العدو ، لذلك هو يرسل الطائرات التجسسية والمناطيد ، بهدف التحقق الإضافي لا أكثر ولا أقل".