قائد الطوفان قائد الطوفان

شتاء قاس على الأسرى و"عتصيون" الأسوأ إنسانيا

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- رشا فرحات

مع دخول فصل الشتاء وتردي الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة، يعاني الأسرى من أوضاع معيشية سيئة خاصة في معتقل النقب وعتصيون التي وصفهما مختصون بقضايا الأسرى أنها الأسوأ على الاطلاق.

وذكر مكتب إعلام الأسرى في بيان له أن أوضاع الأسرى تزداد صعوبة بفعل استمرار إدارة السجن منع إدخال الأغطية والملابس الشتوية الثقيلة، وانعدام وسائل التدفئة في السجن، وتقليص كمية الماء الساخن الذي يصل للأسرى، كنوع من العقاب والاستفزاز.

ومن المعروف أن هناك أقسام في سجن النقب ما زالت قائمة على خيام ما يجعلها الأكثر تأثر ومعاناة في هذا البرد القارص، حيث تتسرب إليها الأمطار وتؤدى لإتلاف ملابسهم وأغطيتهم وأماكن النوم، ولا تقي الأسرى البرد والصقيع، وفى بعض الأحيان تقتلع الرياح الخيام من أماكنها ويظل الأسرى قابعين في العراء في ظل مماطلة الإدارة لفرض المزيد من المعاناة عليهم.

واشتكى الأسرى في سجن النقب بأنهم لا يستطيعون استخدام المياه الباردة في فترات الصباح من شدة البرودة، حيث تخرج المياه من الصنبور وكأنها مجمدة، كون السجن يقع في المنطقة الصحراوية، ودرجات الحرارة تصل في بعض الأحيان إلى ما دون الصفر، مما يعرضهم للإصابة بالأمراض.

وفي حديث مع عبد الله الصغيري المتحدث باسم نادي الأسير أكد أن أوضاع الأسرى في سجن النقب مأساوية بسبب انخفاض درجات الحرارة ووقوعه في قلب الصحراء، هذا علاوة على الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها الاحتلال بحق الأسرى مؤكدا أنها تستغل هذه الأجواء في فرض قيود على إدخال الألبسة والأغطية بالإضافة إلى برودة ورطوبة الزنازين وتمنع أيضا الصليب الأحمر والمؤسسات الإنسانية من إدخال احتياجات الأسرى التي تزداد في فصل الشتاء مما يستدعي أن يكون هناك دور في منظمة الصليب الأحمر.

ويلفت الصغيري إلى لقاء جمع نادي الأسير قبل يومين مع منظمة الصليب الأحمر حيث دار النقاش حول مركز عتصيون الذي يشرف عليه جيش الاحتلال مباشرة ويتم فيه توقيف الأسرى لأسابيع وأحيانا لأشهر قبل تقديمهم للمحاكمة، لافتا إلى أن الاحتلال يستغل عجز المؤسسات عن التدخل نظرا لمسؤولية الجيش المباشرة على المركز للاستفراد بالأسرى ويعاملهم معاملة سيئة للغاية.

وينوه الصغيري على أن المركز عبارة عن أربع غرف يكدس الاحتلال الأسرى في غرفتين فقط منها بطريقة مأساوية حيث يصل عددهم في الغرفة الواحدة إلى عشرين.

وعن دور السلطات يقول الصغيري أن الدور مقتصر على الصليب الأحمر، ولا زالت سلطات الاحتلال تضرب عرض الحائط بالمناشدات التي أطلقتها المؤسسات والجمعيات الحقوقية والمعنية بقضية الأسرى الفلسطينيين، لتحسين ظروف اعتقالهم وتوفير احتياجاتهم، وترفض توفير ملابس وأغطية كافية في مثل هذه الظروف الصعبة، مما فاقم معاناتهم وعرضهم للخطر الشديد.

ويذكر أن مركز عتصيون يقع في جنوب بيت لحم ويسجل فيه أعلى معدل انتهاكات في صفوف ويقع في مقر الإدارة المدنية والعسكرية للاحتلال محاطا بمستوطنة "غوش عتصيون"، المقامة على أراضي بيت لحم والخليل.

ويلفت الصغيري إلى أن ممارسات الاحتلال زادت مع دخول فصل الشتاء حيث يحرم الموقوف من البطانيات الكافية والمياه الساخنة بالإضافة إلى انعدام النظافة الكافية ما يؤدي إلى انتشار الحشرات والقوارض في المركز، بالإضافة إلى ممارسات الجنود المستفزة حيث يمنعون الأسرى من النوم أو دخول المرحاض، علاوة على ازدحام الغرف ثم لا يسمح بأن ينام كل أسير على سرير لوحده لضيق الأماكن وعدم كفايتها مما يجعل مركز عتصيون الأسوأ إنسانيا.

ونتيجة لذلك على حد قول الصغيري فإن الأوضاع الصحية في تراجع مستمر، لافتا إلى أن هناك أسرى مناعتهم ضعيفة ويتأثرون بشكل كبير بتلك الأحوال، مما يشكل خطر على حياتهم، في ظل مماطلة الاحتلال في تقديم علاجات فورية وكافية لهم.

البث المباشر