تسارعت وتيرة التصريحات المهددة للاحتلال خلال الأيام الماضية في حرب مازالت كلامية حتى اللحظة صادرة عن الجبهات الثلاثة، بالتزامن مع حراك الانتخابات (الإسرائيلية) والذي قد يكون مفاجئا النتائج بحسب مراقبين.
وكان الاحتلال قد أعلن أن بطارية واحدة للقبة الحديدية نصبت في منطقة (تل أبيب)، فيما نصبت أخرى في المنطقة الجنوبية، بعد حديثه عن توتر حول قطاع غزة من جانب ومع سوريا من جانب آخر، لاسيما بعد تهديد مندوب دمشق لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري باستهداف مطار (تل أبيب) في حال عدم كف قوات الاحتلال غاراتها الجوية على سوريا.
وقالت حدشوت 24 إن الأوضاع عادت إلى نقطة الصفر -الفلسطينيون يقومون بأعمال عنف على طول السياج الحدودي في شمال وجنوب قطاع غزة على حد زعمها.
فيما اعتبر آفي يسسخاروف من موقع والا أن فرص التصعيد تتزايد بعد رفض حماس استلام أموال قطر لموظفيها، قائلا: تفيد مصادر أن حماس تجهز لتصعيد تدريجي ليس بالضرورة أن يكون حربا شاملة ولكن تدهورا متعمدا للوضع من أجل إحداث تغيير في المستقبل - كيف سينتهي؟ لا أحد يعلم.
من ناحية أخرى، وبحسب تقييم سنوي حول التحديات الأمنية يجريه المعهد الوطني للدراسات الأمنية في (إسرائيل)، فقد يواجه الاحتلال حروبا من ثلاث مناطق حدودية، هي غزة ولبنان وسوريا، وهي جبهات متقلبة، بالرغم من استمرار الردع بين الأطراف، مع بقاء احتمالات التصعيد العسكري.
ونصح المركز بضرورة توجيه (إسرائيل) ضربات استباقية لمصانع حزب الله لإنتاج الصواريخ الموجهة، كما عليه تركيز جهوده لتوجيه ضربات قوية للجناح العسكري لحماس "عز الدين القسام"، وبالرغم من أن غزة تشكل تهديدا كبيرا، إلا أنها أقل خطورة من الجبهة الشمالية.
الدكتور مأمون أبو عامر المختص بالشأن الإسرائيلي يعتقد أن أيا من الجهات غير معنية بالتصعيد حتى اللحظة وهناك حرص على المحافظة على الهدوء، متوقعا أن تبقى جبهة غزة هادئة.
ورأى ان الاحتلال سيستمر في سياسته في ضرب أهداف في الجبهة الشمالية لحزب الله وإيران داخل سوريا، مبينا أن الردود ستبقى محدودة لأن الأطراف تخشى المواجهة المدمرة لذا فكل له حساباته وأهمها خسارة النظام السوري الذي يعد نقطة قوة بالنسبة لكل من حزب الله وإيران.
وذكر أبو عامر أن الاحتلال سيبقى يمارس عمله المعتاد لكن مع الحرص ألا يتجه الوضع نحو الانفجار.
من جانبه يقول مؤمن مقداد الباحث في الشأن الإسرائيلي: "ثلاث جبهات مفتوحة؛ الأولى هي الجبهة الشمالية ويرى الاحتلال سهولة في التعامل معها، ، إذ على الرغم من خطورتها فإنه يعتبر نسبة الرد فيها على أي هجوم تساوي صفراً.
ويرى مقداد أن الاحتلال يعتبر نفسه مسيطرا على الجبهة الشمالية، خاصة أنه عمل على إقناع الجمهور الصهيوني بأن عملية الدرع الشمالي حيدت الأنفاق والضربات للمواقع في سوريا حسمت الأمر لصالحه.
وأشار إلى أن الاحتلال يرى انه يسيطر على الجبهة الشمالية أكثر من أي وقت مضى، لافتا إلى أن الاحتلال لا يأخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد في ظل عدد كبير من الضربات لمواقع الحزب في سوريا دون أي رد حتى اللحظة ولا يتوقع ردا في القريب.
ويذكر أن الجبهة الثانية هي الضفة الغربية، التي يسودها بعض الهدوء حالياً، ولكنها قد تنفجر في لحظة مثل موجة العمليات التي حدثت مؤخراً وسببت إرباكاً للاحتلال وأجهزته.
لكن يؤكد مقداد أن الاحتلال يخشى جبهة غزة كونها الأكثر تقلبا من وجهة نظره، رغم أنها الأقل خطورة بالنسبة له لكنها متحركة وتتجه للتصعيد بشكل أسرع، لذا يهتم بهذه الجبهة بشكل أكبر.
وحول تأثير الانتخابات القادمة على تحريك أي جبهة يقول مقداد إن الموضوع حساس بالنسبة لنتنياهو الذي يواجه ملفات فساد لذا يحاول الحفاظ على الهدوء لإقناع الجمهور بأنه يسيطر على غزة، موضحا أن أي تحرك غير محسوب تجاه غزة ممكن أن يؤثر على مستقبله السياسي.