مسؤول العلاقات الدولية في حماس

أسامة حمدان: إما التزام الاحتلال بالتهدئة أو نحن في حِلٍ منها

أسامة حمدان
أسامة حمدان

الرسالة نت – محمود هنية

قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان، إن موقف حركته الرافض لاستلام المنحة القطرية نابع من رفضها لمنطق الابتزاز، "فإما أن يكون هناك التزام كامل بالتهدئة او نحن في حل منها".

وكشف حمدان في حديث خاص بـ"الرسالة نت" عن "جهود مبذولة من أطراف مختلفة للتأكيد على موقف الكيان من الالتزام بالتهدئة، وسنتصرف بناء على هذه الجهود التي تبذل من اطراف مختلفة".

وأضاف: " معنيون أن يمضي الاتفاق على النحو الذي تفاهمنا عليه دون أي اخلال به، ولن نقبل بالمعادلة التي وضعها الاحتلال".

وذكر أن الحركة ليست بصدد الاستماع لأي وعود جديدة، "وانما نريد التزامًا عمليا في هذا الموضوع".

وشددّ حمدان على أن المقاومة "هي أفضل بكثير من حيث إمكاناتها وقدراتها مما كانت عليه عام 2014، نحن لا نريد أن تستدرج غزة لحرب لكنها ستكون عند حس الظن وأفضل مما يتوهم كثيرون إذا ما تعرضت لأي عدوان".

لسنا بصدد الاستماع لأي وعود بشأن التهدئة ونريد التزاما عمليا

وحول جديد معبر رفح بعد اغلاقه من السلطات المصرية إثر انسحاب قوات السلطة منه أجاب: "لا جديد سوى ما سمعناه على لسان الوفد الذي زار غزة مؤخرا، وأكد وجود قرار سياسي بإبقائه مفتوحًا".

وكان السفير القطري محمد العمادي قد أعلن عن تحويل أموال المنحة لمشاريع الأمم المتحدة، بعد إعلان حركة حماس رفضها استلام أموال المنحة تعبيرا عن رفض الابتزاز الإسرائيلي لها.

 ملف الانتخابات

وعرّج حمدان على ملف الانتخابات التي دعت اليها السلطة، مؤكدًا أنّ حركته مع اجراء انتخابات شاملة للمجلسين "الوطني والتشريعي" إضافة لرئاسة السلطة، طبقا لتفاهمات 2011، "بشكل متزامن".

وقال حمدان إن اجراء الانتخابات بهذه الصورة أصبحت أكثر ضرورة والحاحًا من الوقت الذي تم الاتفاق فيه، "لا سيما وأنه لا شرعية لعباس التي انتهت ولايته منذ ثمانية أعوام، كما أنه لا شرعية للمجلس الوطني المعيّن، وذلك بتأكيد كامل الفصائل المقاطعة له، وفي ظل الإجراءات التي اتخذها عباس ضد التشريعي في محاولة لضرب شرعيته".

وتابع أنه في ضوء كل هذه المعطيات أصبح من الضروري اجراء انتخابات شاملة، "فلا يجوز أن نذهب لانتخابات متعلقة بالجهة الوحيدة ذات الشرعية ونترك تلك المؤسسات منتهية الشرعية".

مستعدون للمشاركة بالانتخابات شريطة أن تكون شاملة ومتزامنة

وذكر حمدان أن الحل الأمثل للخروج من الوضع الراهن برؤية حماس، هو بإجراء انتخابات على المستويات الثلاثة بشكل متزامن.

وحول ادعاءات قيادات فتح بشأن طرح المشاركة مع حماس في قائمة موحدة، أجاب: "لم يتم الحديث مع الحركة بشكل رسمي حول أي مقترح، وربما تكون قد طرحت هذه الأفكار في حوارات ثنائية جانبية أقرب الى الدردشة، لكنه ليس طرحًا واضحا او رسميا من فتح".

وشدد حمدان على أن كل الخيارات مفتوحة لدى حركة بالمشاركة في الانتخابات، "فقد نقدم قائمة باسم الحركة او نكون جزءا من قائمة تتحالف فيها مع مجموعة من القوى الوطنية".

وردا على سؤال حول إمكانية التحالف السياسي مع تيار محمد دحلان أجاب: "من حيث المبدأ حماس خياراتها مفتوحة واستعداداتها واسعة".

وأكدّ أن القاعدة الأساسية لدى الحركة تتمثل في كيفية الخروج من المأزق الوطني الراهن، "لكن الحديث عن رفض حماس أي مقترح او فكرة غير دقيق".

انتخابات دون غزة ترجمة عملية لصفقة القرن

وجدد حمدان تأكيده على أن الحديث عن اجراء أي انتخابات للتشريعي فقط دون مؤسستي المجلس الوطني والرئاسة أمر غير عملي وغير مقبول، "فنحن نتحدث عن انتخابات تجري على المستويات الثلاثة بشكل متزامن، ومستعدون للنقاش بشأنها على الطاولة".

وتابع: "من لديه فكرة لا يعني أنها وحيدة ولا شيء سواها، أي فكرة مستعدون لدراستها، لكن من يطرح الأفكار عليه أن يستمع لرأي الآخرين، فضلا عن الاستماع لتعديلات او تصويبات على فكرته، والا فليس مبدأ يستحق التعامل معه لا من المنطق ولا الديمقراطية".

وشددّ حمدان على أن حركته منفتحة على مختلف الأفكار، "فهدفنا اخراج الواقع الفلسطيني من مأزقه الراهن الذي صنعته التسوية ومن ظنّ ان البيئة الخارجية سواء كان من الاحتلال او بعض الأطراف يمكنها أن تخدمه في مواجهة أبناء شعبه ومشروع المقاومة".

وحذر القيادي بحماس، من مغبة توجه فتح لإجراء انتخابات بالضفة دون غزة والقدس، "فإن حصل ذلك فإنه تطبيق عملي للمشروعين الأمريكي والإسرائيلي الهادفين لتدمير وتقسيم الشعب الفلسطيني.

حكومة أحادية من فتح تعزيز للانقسام

وأضاف حمدان: "هذا الموقف تأكيد أن من يقسم الشعب ويصنع الازمة داخله هو الذي يقوم أنه لا يريد اجراء انتخابات بغزة او القدس".

وأكدّ على ضرورة اجراء الانتخابات في بيئة موحدة تؤكد وحدة شعبنا، "فعندما نقول اننا نريدها مشتركة بين الرئاسة والوطني والتشريعي هذا يعني أننا نريد أن نشترك في تحقيق الوحدة لمواجهة كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء القدس وتهويدها واسقاط حق العودة".

وذكر أن حركته متمسكة بضرورة ان يكون الشعب موحدا، "فالذي يحاول منع أي أحد من المشاركة او يقوم اننا نريد استثناء جزء من الوطن، هو من يمزق الشعب وإن فعلت فتح ذلك فستكون قد كتبت نهاية مسارها".

وكانت مركزية فتح قد دعت الى تشكيل انتخابات تشريعية فقط، مشترطة ما أسمته بـ"تسليم غزة قبل اجراء الانتخابات"، كما رفضت الحركة ان تجري انتخابات رئاسية وتشريعية في آن واحد.

كما وتشترط فتح المشاركة في قائمة موحدة مع حماس وفصائل أخرى بالانتخابات التشريعية.

 السلطة والدولة

وتعليقا على حديث فتح عن ترتيباتها بشأن الانتقال من السلطة الى الدولة، أجاب حمدان: "هناك واقع قائم وواضح للناس، حتى لو سميت بإمبراطورية فهي في المحصلة سلطة تحت احتلال ويصرح رئيسها انه يعيش تحت بساطيرها، ولا يستطيع أن يتحرك امتارا خارج مناطق "أ" الا بتصريح إسرائيلي، كما أنه لا يستطيع أن يحرك ساكنا إزاء اقتحام الاحتلال للمناطق الفلسطينية.

وأشار إلى أن تسمية السلطة تحت أي شعار لا يمكن أن يغير واقعا فلسطينيا، "ما يمكن أن يغيره هو فقط المقاومة والتصدي للاحتلال واجباره على الانسحاب عن الأرض الفلسطيني، حينها يمكن القول انها منطقة محررة، وحينئذ يمكن القول انه هناك دولة لا تقوم الا على منطقة محررة وهذا المنطق الذي يحاول البعض تجاهله في إطار الذهاب نحو تصفية القضية الفلسطينية".

وبشأن خطوة فتح تشكيل حكومة أحادية منها، أكدّ حمدان أن هذا التوجه تعزيز للانقسام وتساوقا لمشروع صفقة القرن، "فبدلا أن تستفيد السلطة من مأزق الاحتلال الداخلي، تدفع الأمور نحو التصعيد ضد أبناء شعبها وتصنع تأزيما داخليا يخدم مشروع الاحتلال".

وكان رئيس السلطة محمود عباس قد قبل استقالة حكومة رامي الحمد الله بعد دعوته لتشكيل حكومة أخرى، وكلفها بتسيير الاعمال الى حين الانتهاء من ملف تشكيل الحكومة الجديدة التي ستشارك فيها فتح وممثلين عن فصائل صغيرة تابعة لها وتتلقى تمويلا منها، فيما كلّف عزام الأحمد عضو مركزية فتح بالتشاور مع هذه الفصائل لعملية تشكيلها.

وعن الدعوة الروسية للحركة لزيارة موسكو، بيّن أن الحركة تلقت دعوة رسمية من مركز الاستشراق الروسي الى جانب فصائل فلسطينية أخرى، "في إطار محاولة دعم المصالحة التي ترعاها مصر، واكدنا مشاركتنا، وسنكون في هذه اللقاءات الثنائية ونتمسك بما أكدنا عليه بشأن الانتخابات".

وأشار إلى أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لا تزال قائمة، "وهناك تداول ونقاش مع القيادة الروسية حولها ولم يتم الاتفاق على موعدها لهذه اللحظة".

 

 

البث المباشر