قائد الطوفان قائد الطوفان

مستشار عرفات لـ"الرسالة"

أبو شريف: عباس أوقعنا في كمائن وقضيتنا تراجعت بصورة غير مسبوقة

بسام أبو شريف
بسام أبو شريف

الرسالة نت - محمود هنية

شنّ بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، هجوما عنيفا على رئيس السلطة محمود عباس، قائلا إنه "أوقع شعبنا في كمائن ومصائب منذ انتخابه رئيسا للسلطة قبل عشرة أعوام، وتراجعت قضيتنا في عهده بصورة غير مسبوقة".

وأضاف أبو شريف لـ"الرسالة" أنّ "عباس يظن نفسه أفضل شخص على الكون، وهذا يجعله أسهل الناس في الوقوع بالكمائن، ولقد أوقع شعبنا في مصائب عديدة، وضيّع القضية وهو يقول نعم ولا".

وذكر أن عباس سار في نهج الامريكان طيلة الفترة الماضية وخدم (إسرائيل)، "ليتذكر أخيرًا أنهم يبيتون له خازوقا وكمينًا، لكن بعدما أفقد الشعب أوراق قوته".

وأشار إلى أن ما تسبب به عباس من أذى بليغ للقضية الفلسطينية كان أكبر بكثير مما يمكن ان يستوعبه العقل والضمير الفلسطيني.

وذكر أن "الوضع القانوني لعباس غير شرعي، "واتخذ مجموعة من القرارات وأنشأ هيئات ليضفي عليها الشرعية كما فعل مع المحكمة الدستورية".

وأكدّ أن اللجنة التنفيذية التي تتخذ قرارات مصيرية بحق أبناء شعبنا، هي "غير شرعية ولا تعبر عن الشعب وتضم مجموعة طارئة من الأشخاص على تاريخ ووعي وعمق الشعب الفلسطيني".

ورأى أنه لو كان ياسر عرفات موجودا ما كان ليسمح بهذا التغول على الهيئات والمؤسسات الفلسطينية، والتعامل مع شخصيات لم تطلق رصاصة واحدة على الاحتلال.

وتابع: "آن الأوان لقيادة فتح أن تعلم وقبل غيرها أن عناصرها وقواعدها لا يوافقون على نهجها الذي تسير عليه، وأن تغيير الهيئات القيادية في الحركة بإبعاد المناضلين المتمسكين بفتحاويتهم مسألة تفتح باب الخطر على فتح برمتها".

ورأى أن اقالة فتح لرامي الحمد الله من رئاسة الحكومة يأتي في سياق التغول الفتحاوي على المؤسسات التنفيذية والسيطرة على القرار الحكومي بشكل مباشر ومعلن.

وذكر أن الحمد الله حاول منع تسلط فتح على قرارات الهيئة التنفيذية، لكن قيادة فتح قررت ان تهيمن على كل شيء بما في ذلك قرار الحكومة.

ورأى أن قرار عزل غزة لم يكن نابعا من رامي الحمد الله وانما فرض عليه من جهات عليا، "فهو كان رئيسًا للوزارة بدون وزارة، والباب العالي هو من عيّن الوزراء".

وأوضح أن السلوك النابع من هذه القيادة يجعلنا نشك في ولاء البعض للقضية الفلسطينية، وفق تعبيره.

وتابع أبو شريف: "لقد تحول معظم قيادات فتح الى لاهثين إلى السلطة متغافلين عن القضية ومقاومة الاحتلال"، معتبرا ان اقالة الحمد الله هي بمنزلة قضاء على اخر محاولات مواجهة هيمنة مافيا التدخل الفتحاوي في شؤون الحكومة!

وأكمل يقول: "الحمدالله كبلوه ورموه في بئر ثم قالوا له لا تقاوم، اعتقد انه ضحية من ضحايا فتح".

الانتخابات

وعرّج على دعوة عباس للانتخابات، مشيرا الى انها باتت مسألة وطنية ملحة "لتجاوز اللجنة التنفيذية الموبوءة وإيجاد مجلس وطني يعبر عن إرادة الشعب، بدلا من وجود فصائل غفى عنها التاريخ ولم يعد لها أثر".

وأكدّ أبو شريف ضرورة ضمان كل آليات النزاهة والشفافية في اجراء الانتخابات قبل الموافقة عليها.

وردًا على مقترحات فتح بالتنافس في الانتخابات ضمن قائمة فصائلية موحدة، أجاب: "هذا مقترح يراد من خلاله ضمان الاستحواذ والحصول على اغلبية مسبقة".

وتابع: "فتح تريد الصناديق معبأة لمصلحتها، لكن ذلك لن ينطلي على شعب يريد الحرية ولن تشارك الجماهير في انتخابات مزورة سلفا.

وأكدّ أن الشعب لن "ينتخب الفاسدين ولن يقبل بتزوير ارادته، ولن يختار من يضع اولويته خارج صراع الاحتلال والاشتباك معه"، وفق تعبيره.

وكان عضو مركزية فتح حسين الشيخ قد اشترط قبول حماس المنافسة في قائمة موحدة مع حركته للقبول بإجراء الانتخابات.

كشف مصدر في حركة فتح بقطاع غزة أن لجنة تم تشكيلها بقيادة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد وعضوية كلاً من "روحي فتوح وتوفيق الطيراوي وماجد الفتياني" للتحقيق مع قيادة الحركة في القطاع للوقوف على ملابسات إلغاء مهرجان انطلاقة فتح الأخير.

وأوضح المصدر لـ"الرسالة نت" أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في قطاع غزة أحمد حلس، دعا مسؤولي الأقاليم في القطاع إلى اجتماع مهم بتاريخ 30/1/2019 لوضعهم في صورة قرار الرئيس عباس.

وأضاف المصدر أن "حلس أخبرهم في اللقاء أن العلاقة بين الحركة في القطاع والحركة في رام الله متوترة جداً، وهناك خلافات كبيرة بين الجانبين على إثر لجنة التحقيق".

وبحسب المصدر فإن قيادة الحركة في القطاع طالبت بمقاطعة لجنة التحقيق، والوقوف خلف القيادي حلس في موقفه من قيادة الحركة في رام الله.

وكانت "الرسالة نت" قد كشفت عن مصدر مطلع عن تفاصيل خاصة باجتماع اللجنة المركزية الأخير المنعقد في رام الله، حيث شهدت الجلسة نقاشاً حاداً بين رئيس حركة "فتح" محمود عباس وأمين سر التعبئة والتنظيم بالحركة في المحافظات الجنوبية أحمد حلس "أبوماهر".

وعلمت "الرسالة نت " من قيادي بارز في فتح غزة، عن خلافات نشبت على خلفية قرار تشكيل اللجنة لتقييم أداء تنظيم الحركة في القطاع، لا سيما وأن اللجنة تضم توفيق الطيراوي الذي كان قد دعا لمحاسبة قيادة التنظيم على خلفية الغائها لمهرجان الانطلاقة دون الحصول على إذن من الرئيس او مركزية الحركة.

وكشف القيادي عن حالة من الغضب تسيطر على "أبوماهر" حلس بعد الاجتماع الأخير لمركزية فتح، الذي رأى أنّ هذه اللجنة بمثابة غطاء لتمرير إزاحة قيادة "فتح" في قطاع غزة عن المشهد التنظيمي لحركة "فتح".

وتضم اللجنة وفق المصادر" عزام الأحمد وروحي فتوح وحسين الشيخ وتوفيق الطيراوي وجمال الفتياني".

وأضاف المصدر أن حلس لوح باستقالته أمام "عباس" خلال الاجتماع، وهو الأمر الذي لم يعره "عباس" أي اهتمام، وقرر على ضوء ذلك تشكيل لجنة لتقييم أداء قيادة التنظيم، ولوضع بدائل عن قيادة "فتح" الحالية بغزة.

وطبقا للمصدر، فإن خطوة تشكيل اللجنة كانت مبيتة من طرف المركزية بعد اعلان قيادة التنظيم في القطاع الغاء مهرجان الانطلاقة، حيث أرسل حلس برسالة يخطر فيها الرئيس وامين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب بقراره، ولم يحصل على رد منهما".

واتهم المصدر مجموعة من أعضاء مركزية الحركة بالوقوف خلف تحريض عباس على حلس، وعلى رأسهم "توفيق الطيراوي وحسين الشيخ"، وهما اللذان عبرا عن رفضهما لقرار حلس بشكل علني وصريح، بتواطؤ من قيادات في التنظيم بغزة تتواصل بشكل مباشر مع مركزية الحركة وتتجاهل حلس، من بينهم قيادات من الحركة في غزة.

وذكر المصدر أن بعض قيادات الحركة تراسل نائب رئيس فتح محمود العالول وتطلب منه تخصيص موازنات شهرية له، دون الرجوع إلى حلس، وبعضهم يقود حملة تشويه ضده امام قيادة الحركة ويحرض أعضاء المركزية عليه.

وكان توفيق الطيراوي قد نشر على حسابه الشخصي مطلع الشهر الحالي مناشدة موجهة إلى اللجنة المركزية لحركة "فتح" بضرورة تغيير قيادة "فتح" في غزة وحلها، ومحاسبتها، متهماً إياها بالتقصير وعدم القيام بمهامها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة قادة الأقاليم في قطاع غزة، ووجهوا انتقاداتهم العلنية لتصريحات الطيراوي.

ووصف المسؤول السابق للهيئة القيادية العليا بفتح في غزة يحيى رباح، قد وصف قيادة التنظيم في غزة حاليا بـ"المريضة"، متهمًا أعضاء المركزية الممثلين عن القطاع بأنهم لا يعملون.

البث المباشر