مع انخفاض قيمة الموظف في بورصة الشرائح الاجتماعية خصوصا في قطاع غزة، وفي ظل انكشاف "حسب" الآلاف من ذوي الرواتب البنكية سواء الحكومية أو التنظيمية لأسباب القطع والاقتطاع العقابية من جانب، والعجز عن توفير الميزانيات الشهرية من جانب آخر، فإن هناك حاجة لتدارك ما أمكن لتقليل الخسائر وتحديداً النفسية والعقلية، خصوصاً وأن "جلدة راس" الموظفين "إنهرت" من التفكير في طرق الخروج من أزماتهم المتراكمة، وباتت بحاجة لتشحيم أو صيانة قبل أن تتقطع تماما.
من أخطر تداعيات أزمة رواتب الموظفين التسبب بموجة أمراض نفسية قد يصعب علاجها في المستقبل، خصوصا لأولئك الذين يواجهون ضغوطا أسرية تمس مكانتهم كــ "رب أسرة" أو " سي السيد"، والشعور بالعجز أمام الزوجة، والإحساس بالذنب ومواجهة عقدة النقص في عيون الأبناء، فيما تخشى الزوجة الموظفة تراجع مكانتها لدى زوجها، وتنظر لأي خلاف على أنه نتيجة لأزمة راتبها.
الهبوط الحاد في بورصة الموظفين، مع استمرار اللون الأحمر لفترة تزيد على العامين، تثير لدى الموظف قلقا شديدا من المستقبل، فيما بات ينظر بازدراء لشهاداته الجامعية، أو خبراته العملية لسنوات طويلة، كما شرع في مراجعات شخصية حول صوابية خياراته في التعليم والتخصص واختيار المهنة، التي أصبحت رهينة الخلافات السياسية لبعضهم، والأزمات التنظيمية لآخرين.
وعليه وأمام حالة الضبابية يشعر الموظف أنه مقبل على حلول قسرية من "التخليل" والتعليب" والتفسيخ"، من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من كيانه وتجنب انقراضه.
في هذا السياق اقتبس جزءا من نصائح وتوصيفات لافتة للزميل د. أسامه الأشقر:
"قولوا للناس بلغة حاسمة: ابحثوا عن عمل فقد ضاقت واستحكمت حلقاتها ونحن مضطرون للتجميد حتى إشعار آخر... وأعينونا على عجزنا بفتح خيارات أخرى لأنفسكم ولنا حتى لا تنقطع خيوط الود القديمة ومنازل العشرة الجميلة ويستمر الحلم المشترك الذي التقينا على فكرته الأولى.
أما من يقطع الرواتب في هذه الظروف لأسباب سياسية فهم عصابة جفاة غلاظ ظلمة معتدون على معايش الناس ومجرمون بحق الإنسانية، إنهم يذبحون الأحياء، وحق هؤلاء المجرمين الطرد والإبعاد وحرمانهم من مقصد السيادة والتمكين، والتوجه نحو قيادة جماعية تدير حياتهم في جغرافية الحصار".