قائد الطوفان قائد الطوفان

برعاية الإدارة الأمريكية

وارسو يفتح شهية بعض الدول نحو التطبيع ودفع صفقة القرن

وارسو
وارسو

الرسالة نت - محمد عطا الله

لا تنفك الإدارة الأمريكية عن دفع سياستها المكثفة نحو البحث عن أي مدخل من شأنه أن يشجع الدول الأوروبية أو حتى العربية على التقدم خطوة في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودفع صفقة القرن.

وتحت عباءة بحث قضايا الشرق الأوسط ترعى واشنطن مؤتمر وارسو التي يشارك فيه قرابة الـ 70 دولة بالإضافة لدعوة شخصيات فلسطينية، حيث سيعقد في العاصمة البولندية ما بين 12 و14 شباط/ فبراير الجاري.

ويمكن القول إن دعوة قرابة 7 دول عربية وعشرات الدول الأوروبية يهدف إلى فتح شهية تلك الدول للتطبيع مع الاحتلال ومحاولة إيجاد وسائل لدفع الصفقة المتعثرة التي تطرحها الولايات المتحدة، تحت ذريعة محاربة ما بات يعرف بـ"الخطر الإيراني في المنطقة".

وكون أن التاريخ يُعيد نفسه فإن أمريكا تحاول مجددا إعادة السيطرة وكسب ولاء الدول من خلال مؤتمر وراسو، تلك العاصمة التي كانت تمثل تحالفا لمنظمة عسكرية تشكلت العام 1955 مكونة مما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي وعدد من دول أوروبا الشرقية التي كانت تتبع النظام الشيوعي السابق، وذلك كرد على تشكل حلف "الناتو" المكون من الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الأوروبية العام 1946، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، من أجل تعزيز ما سمي مصالح الغرب.

حشد قوى

عدة أهداف للمؤتمر الدولي ترى من خلالها الولايات المتحدة أهمية كبيرة في حضور مختلف الدول تحت غطاء حشد القوى في مواجهة إيران التي باتت الهدف الرئيسي المُعلن للمؤتمر، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب.

ويؤكد حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت " أن الأهداف الأخرى والتي تمثل أهمية كبرى وأكثر خطورة لدى الإدارة الأمريكية هي إيجاد مناخ لتطبيع عربي إسرائيلي، خاصة وأن نتنياهو من بين رؤساء تلك الدول التي تشارك في المؤتمر.

ويبين أن النقاشات والحوارات ستدور حول إيجاد آليات تشجع التطبيع مع الاحتلال من جانب وتحاول طرح بعض مضامين صفقة ترامب التي تسربت بعض بنودها من حديث جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات.

ولا يستبعد حبيب أن تكون الولايات المتحدة تسعى لإيجاد ممول عربي للصفقة والاتفاق مع بعض الدول العربية على تمرير هذا الأمر عبرها.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي رجب أبو سرية أن مشاركة نحو أربعين دولة في مؤتمر وارسو، فيما يترأس الوفد الأميركي نائب الرئيس مايك بنس إضافة بالطبع إلى وجود جاريد كوشنير ضمن الوفد الأميركي يعني بأن الأهداف من عقد مؤتمر وارسو أبعد بكثير من محاولة إيجاد قوة لدفع لصفقة القرن، أو حتى من جمع ائتلاف دولي مناهض لإيران، رغم أن هذين بندان سيتم طرحهما على جدول أعمال المؤتمر.

ويوضح أبو سرية في مقال له أن الهدف الأهم من عقد المؤتمر كما قال مسؤولون أميركيون بأنفسهم هو محاولة تعويض النقص في الوجود أو التأثير الأميركي في وسط أو ربما شرق أوروبا.

ويشير إلى أن الوفد الأميركي سيظهر أن صفقة القرن ما هي إلا محاولة لتحيق أمن (إسرائيل)، من أجل الحفاظ على المصالح الاستعمارية لهذا المعسكر الغربي التقليدي، وأن «حل» الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، من خلال إقامة حلف أمني عربي/ إسرائيلي يحقق هدف صد الخطر الإيراني في المنطقة.

ولفت إلى أن هذا الهدف يجب أن يقوم به "أهل الدار"، أي الدول العربية نفسها، من خلال تمويل المشاريع التي ما هي إلا الجزرة أو الكعكة المسمومة في هذه الصفقة، أي محاولة الدفع بدول الخليج للانخراط في تنفيذ صفقة تصفية القضية الفلسطينية من البوابة الدولية بعد أن فشلت واشنطن أولا في إيجاد شريك فلسطيني، وبعد أن فشلت أيضا في إيجاد عرّاب عربي، لم تجده لا في القاهرة ولا عمان ولا الرياض، لتمرير هذه الصفقة.

البث المباشر