اقتحمت قوات معززة من جنود وشرطة الاحتلال الاسرائيلي، صباح اليوم الأحد، منزلاً مهدّدا بالإخلاء لصالح المستوطنين، في عقبة الخالدية بالقدس القديمة وبجوار المسجد الاقصى.
وأفاد مصادر محلية في القدس بأن الاحتلال اقتحم منزلا تسكنه عائلة المواطن حاتم أبو عصب في عقبة الخالدية، وانتشروا فيه فيما حاصرت قوة أخرى المنزل من الخارج وأغلقت الشارع المؤدي اليه وسط أجواء شديدة التوتر، علماً أن أبو عصب تسلّم اخطاراً بإخلاء المنزل وتمكن عبر محاميه تأجيل قرار الاخلاء حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري قبل تسليمه لعصابات المستوطنين.
وكانت العائلة، التي تقطن المنزل منذ أكثر من 65 عامًا، وجّهت عدّة مناشدات لأهالي القدس والمؤسسات المختلفة لإسناد العائلة والوقوف معها ضد إخلاء المنزل لصالح المستوطنين.
يُشار أنّ عائلة حاتم أبو عصب لجأت إلى المنطقة بعد تهجيرها قسرًا من حي البقعة غربي القدس عام 1948، بعد مجزرة دير ياسين، وسكن الجدّ في غرفةٍ بحيّ باب العامود، قبل أنّ ينتقل إلى المنزل الحالي عام 1952، والذي تقاسمه مع عائلة تفاحة التي كانت تعيش فيه، قبل أن تنتقل منه إلى مكانٍ آخر.
وتعود ملكية العقار، الكائن في حي القرمي المفضي للمسجد الأقصى، إلى عائلة نسيبة المقدسيّة، والتي أجّرته ليهودٍ قبل العام 1948، لمدة 99 عامًا، ورغم انقضاء مدّة الإيجار، قضت سلطات الاحتلال بملكية المستوطنين للمنزل بعد مطاردات وملاحقات من الجمعيات الاستيطانية، منذ العام 2014، حتى صدر قرار أواخر أكتوبر 2018 يقضي بإخلاء المنزل بحجة فقد حق الحماية، كما تقول العائلة.
ويعتبر الاحتلال المنزل من ضمن "أملاك الغائبين" التي تزعم أنّ لها الحق في مصادرتها، وهي إحدى الطرق التي تستولي فيها سلطات الاحتلال على المنازل والأراضي الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة.
وتقول العائلة، التي تتكون حاليًا من 9 أفراد يقطنون المنزل، إنّها كانت تدفع إيجار المنزل باستمرار لحارس أملاك الغائبين، وكان عقد الإيجار يتجدد، إلّا أنّها تفاجأت قبل 5 أعوامٍ بقضية الإخلاء.