من الواضح أن توصيات اللجنة المركزية لحركة فتح التي عقدت قبل أيام، تزيد من عمق العداء مع باقي الفصائل الفلسطينية وهي سياسة اعتادت عليها الحركة، منصبة نفسها وصية على منظمة التحرير.
وأوصت مركزية فتح في اجتماعها في رام الله بعدم المشاركة في أي اجتماع مع أي فصيل فلسطيني لا يعترف بمنظمة التحرير ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني.
وتشن قيادة السلطة هجوما شرسا ضد حركة الجهاد الإسلامي على خلفية مواقف الأخيرة المنادية بإصلاح منظمة التحرير واجراء انتخابات لمجلسها الوطني.
ولم تكن تلك التوصية جديدة فقد سبقها قبل أيام إعلان عزام الأحمد مسؤول العلاقات الوطنية بفتح، أن حركته تقاطع الجهاد الإسلامي وتجمد اللقاءات معها بذريعة عدم اعتراف الأخيرة بمنظمة التحرير.
وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب قال، إن حركته لا تبكي للجلوس مع عزام الأحمد وأمثاله، وذلك ردا على هجوم الأخير ضد الحركة واعلانه رفض فتح الجلوس معها بقرار من رئيس السلطة محمود عباس.
وأضاف حبيب في حديث سابق لـ"الرسالة": أن الحركة منسجمة مع مواقفها ومنحازة للحق الفلسطيني والحفاظ على ثوابته، "وأكدنا أننا لن نكون جزءًا من منظمة تطبع مع الاحتلال وتعترف به".
وأشار إلى أن موقف حركته المطالب بإصلاح منظمة التحرير، وذكر أن الحركة " تريد أن تكون جزءًا من منظمة تحرير وليس تطبيع واعتراف.
******* قرار معلن
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن قرار المجلس المركزي لحركة فتح بعدم لقاء الجهاد الاسلامي معلنا قبل ذلك بأيام على لسان عزام الأحمد لأنها لا تعترف بشرعية منظمة التحرير.
ويؤكد الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن الكلام مغلوط والحقيقة ان الجميع يعترف بمنظمة التحرير الفلسطيني التي يراد اعادة ترتيبها وفق الرغبة الفلسطينية الجامعة وليس وفق رغبة حركة فتح القائمة على الاعتراف بالاحتلال.
ويوضح أن المسألة تحتاج الى مراجعة من قبل حركة فتح تجاه موقفها وثم مراجعة ثانية من القوى والفصائل الفلسطينية، "لأنه على ما يبدو ان عباس يريد ان يأخذ الفلسطينيين باتجاه الاعتراف بالكيان وإقرار أن فلسطين ليست للفلسطينيين".
وعن توصية مركزية فتح بعدم استلام أموال المقاصة من الاحتلال بعد اقتطاع جزء منها، أكد الصواف أن القرار لن يصمد طويلا وسرعان ما ستقبل الأخيرة باستلام عائدات الضرائب من الاحتلال رغم اقتطاعها.
وأشار إلى أن رفض فتح وقيادة السلطة لاستلام الأموال سيضعها في أزمة كبيرة مع الاحتلال، ويهدد وجودها في الضفة المحتلة وهو أمر لا تستطيع فتح الصمود أمامه.
ويردف قائلا: " لا اعتقد أن السلطة ستبقى عند موقفها وستواصل تحصيل ما تبقى من المقاصة سواء كان برضاها أو دون ذلك، ولو كانت حريصة على الاسرى واقتطاع أموالهم، لماذا قطعت رواتب الالاف منهم في غزة؟".
وقدّمت اللجنة المركزية لحركة فتح، توصية لعباس، برفض القرار الإسرائيلي باقتطاع رواتب الشهداء والأسرى من أموال المقاصة الفلسطينية، وعدم استلامها في حال خصم أي مبلغ منها.