حالة من الغليان تسود المعتقلات الصهيونية التي يحتجز بداخلها الأبطال الذين يقدمون زهرة أعمارهم ثمنا لحرية شعوبهم ومقدساتهم انتهكها احتلال ظالم لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة بفعل إجرام الاحتلال بحقهم دون مراعاة لحقوقهم لا داخل المعتقلات ولا حقوق شعبهم خارج المعتقلات ضاربا عرض الحائط بالجميع عربا ومسلمين ويمارس إرهابه وعنصريته دون خشية من عقاب.
حالة من الغليان تسود مدينة القدس خاصة بعد قرار نتنياهو رأس الاجرام والعنصرية إغلاق باب الرحمة والذي فتحه المسلمون والمسيحيون والأحرار من أبناء القدس الجمعة الماضية عنوة ورغم أنف الاحتلال بعد أن أغلقه ثلاثة عشر عاما في وجه المصلين وزاد في ذلك أنه يدعي أن المكان فيه مخطوطات باللغة العبرية وأنه يريد القول أنه مكان في أصله يهودي وهو لعبادة يهود علما أن لا وجود له في القدس وهذا ما اكدته بعثات الآثار العالمية منذ اللجنة البريطانية التي شكلت عام 1929 والتي اكدت أن حائط البراق هو واحد من جدران المسجد الأقصى وليس كما يحاول الصهاينة وصفه والصلاة عليه وتسميته حائط المبكى زورا وبهتانا.
غزة تشتعل وتثور بشكل قد يؤدي إلى حالة الانفجار بفعل جرائم الاحتلال وتنكره لما تم التوصل إليه عبر الوسطاء من تفاهمات التهدئة واستمرار الحصار والعدوان المتواصل والتنكر لكل الحقوق، ظانا أن الفلسطينيين لازالوا يثقون بالنظام العربي كي يحقق لهم ردعا للاحتلال وهم قد توصلوا لقناعة تامة عن يقين أنهم وحدهم من يتصدون لهذا الاحتلال البغيض وأنهم وحدهم من يواجه الاحتلال وأن النظام العربي بين مطبع مع الاحتلال حماية لعروشه أو جبان متخاذل.
لم يعد هناك ما يمكن أن نعول به على النظام العربي وكل ما نرجوه أن يكف عنا ويتركنا ولا يتدخل في شأننا فقد سئمنا منه وصلينا عليه صلاة الجنازة منذ ثورة البوابات الإلكترونية (باب الأسباط) وتأكد ذلك في باب الرحمة الاسبوع الماضي، وفيهما دليل واضح أننا نستطيع الدفاع عن مقدساتنا والوقوف في وجه مخططات الاحتلال ولدينا الاستعداد لتقديم الثمن ولن نترك الاحتلال يعبث في مقدساتنا أو يعتدي على حرائرنا وسنكون له بالمرصاد.
نعم بات أمام الفلسطيني خيار واحد وهو الثورة الشاملة لمواجهة الاحتلال وسياسته التهويدية ومواجهة مشاريع التصفية للقضية الفلسطيني ومن يظن أن الفلسطيني كل أو مل أو اصيب بالإحباط مخطئ أو أن الضغوط والممارسات من الأطراف العربية يمكن أن تثني الفلسطينيين عن العمل على تحقيق ما يسعون إليه من تحرير للأسرى والمسرى واسترداد الأرض المغتصبة لإقامة دولته الحرة المستقلة بعد كنس الاحتلال ونسأل الله أن لا يكون بعيدا.
إذا لم يدرك الاحتلال أن ما يقوم به من إجراءات بحق الأسرى والمسرى واستمراره للحصار قد يجعل الفلسطيني مكبلا ويستسلم فهذا تفكير خطأ ويجر إلى اشتعال فتيل المواجهة ويستعجل بها، فالفلسطيني لن يخسر كثيرا بعد كل الإجراءات الصهيونية والتي تحط من كرامته لو رضي بها واستسلم لها، ولكن عهدي بالفلسطيني أنه لا يستسلم ولا يسلم وسيقاوم وعندها لن تستطيع قوة الوقوف في وجهه لو ثار دفاعا عن حقه وكرامته فالحذر الحذر من استعجال المواجهة والتي لو وقعت لن تكون آثارها مقتصرة على الفلسطيني بل ستشمل الجميع.