قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الـ 25

الإمام إدريس لـ "الرسالة": كل العلامات التي سبقت ليلة الحادثة تؤكد أن المجزرة مدبرة

مجزرة الحرم الابراهيمي
مجزرة الحرم الابراهيمي

غزة –  مها شهوان

مرت 25 سنة على مجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت منتصف رمضان من عام 1415، حين اقتحم مستوطن (إسرائيلي) من كريات أربع شرقي الخليل يدعى "باروخ غولدشتاين" الحرم ليفتح نيران رشاشه على المصلين الساجدين في ركعتهم الأولى من صلاة الفجر ويقتل 29 مصليا ويصيب العشرات منهم.

وكان الإمام آنذاك ولايزال حتى الان هو عادل إدريس، الذي حاورته "الرسالة" ليروي فصول تلك المجزرة التي لاتزال الأجيال تذكرها ولتجعلهم أكثرا تمسكا بمقدساتهم الدينية ومقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي.

في بداية الحديث عبر الهاتف يقول إدريس: "كنت إمام تلك الصلاة والتي استشهد فيها شقيقي المهندس سالم وزوج شقيقتي بين يدي".

وعن تمهيد الاحتلال وقتئذ للمجزرة ذكر إدريس، أنه قبل أيام منها استفز المستوطنون المصلين لاسيما في صلاة التراويح التي سبقت الحادثة وهددوا بأنها ستكون الصلاة الاخيرة لهم، مبينا أعداد المصلين أذهلت الاحتلال في تلك الليلة في الوقت الذي كانوا يحتفلون بعيد المساخر فلم يأخذوا راحتهم في احتفالاتهم الساخرة.

ولفت إلى أن المصلين لم يعيروا اهتماما لتهديدات المستوطنين فلم يتوقعوا أن ينفذوا وعيدهم، موضحا أنه حينما كان إمام تلك الليلة وجد بعد التغييرات التي احدثها المستوطنون حيث غيروا مكان صلاة النساء ونقلوهم إلى مسجد الجاولية داخل الحرم بدلا من ساحة الإسحاقية التي اعتادوا الصلاة فيها.

وتابع إمام الحرم حديثه "للرسالة":" لم يكن في تلك الليلة حراسات مشددة على الأبواب كالمعتاد (..) كنت وقتها أقرأ من سورة السجدة وركعت سجدة السجود وقبل وضع رأسي على الأرض انهمر الرصاص فوق رأس المصلين وعلا التكبير، والمؤذن يقول من خلفي "انبطح أرضا" كي لا يصيبني الرصاص.

ووصف إدريس تلك الليلة بالمأساوية، فبحسب قوله فإن المسلم لولا قربه من الله وايمانه بالجنة لجن جنون الكثيرين بما رأوه حيث الدماء التي تسيل على الوجوه والجثث الملقاة أرضا، مبينا أن المصلين حاولوا الخروج من باب المسجد لكنهم وجدوه مغلقا.

 

 البوابات الالكترونية للتفتيش

ومن المشاهد العالقة في ذهن "إدريس" ولا يمكن أن ينساها حتى لو مضي عليها ربع قرن هي التشويش قبل الحادثة حيث رمي المصلين بالأحذية والشمع، مؤكدا أن كل العلامات التي سبقت ليلة الحادثة تشير إلى أن وقوعها كان مدبرا.

وعن ايقاف المجزرة، ذكر الإمام أن شابا اسمه نمر مجاهد كان يحمل بين يديه أسطوانة لإطفاء الحرائق انقض على "باروخ" فهوى على رأسه حتى أجهز عليه، لكن سرعان ما استشهد الشاب برصاص المستوطنين، لافتا إلى أن حصيلة الحادثة كان 29 شهيدا ونحو 200 جريح داخل الحرم، وخلال يوم المجزرة وصل عدد الشهداء إلى 45 لاسيما خلال الجنازة.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذها الاحتلال بعد المجزرة، ذكر إدريس أنه أغلق المسجد الإبراهيمي ستة أشهر، وحينما افتتح للصلاة كان هو أول إمام يصلي بالمسلمين جماعة في الحرم، مبينا أنه تم تقسيم الحرم مكانيا وزمانيا وتحويل جزء كبير منه إلى كنيس يهودي.

وبحسب قول "إدريس" فإن المسلم لا يمكنه الدخول إلى الحرم الإبراهيمي للصلاة إلا عبر البوابات الالكترونية، كما تم اغلاق أكثر من 400 دكان وبالإضافة لسوق الخضار المركزي وكامل شارع الشهداء والبلدة القديمة ومحطة الباصات المركزية.

وعن فتح باب الحرم ذكر أنه الساعة الثالثة قبل الفجر يتم فتحه للآذان ويغلق تمام التاسعة مساءا، وطيلة الوقت الباقي يعيث المستوطنون فسادا في المسجد حيث التفتيش المستمر هناك، عدا عن احترامهم لقدسية المكان فتارة يطبلون وينفخون في السور، وتارة أخرى يرقصون ويحتفلون عند تطهير أبناءهم قرب قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام، مؤكدا أن انتهاكاتهم تدفع المسلمين إلى التمسك بالمسجد أكثر.

وفي ختام حديثه قال:" يتم الاعتداء على الشباب والفتيات من حين لآخر بالضرب أو القتل بحجة الاعتداء على المستوطنين وهذا عار عن الصحة"، داعيا جميع المسلمين والعرب باتخاذ وقفة جادة لحماية الحرم الإبراهيمي كونه مسجدا إسلاميا خالصا ولا لأحد فيه شيئا.

 

 

 

البث المباشر