قالت دراسة إسرائيلية إن "الكفاح الفلسطيني يأخذ عدة مسارات مختلفة في السنوات الأخيرة، سواء من خلال انتفاضة الوحيدين في 2015، وصولا إلى المقاومة غير العنيفة في شرقي القدس في 2017، وصولا إلى سلسلة العمليات الدامية التي شهدها العام 2018، وهو ما يتطلب من إسرائيل استخلاص المزيد من الدروس والعبر من هذه الموجات العملياتية".
وأضاف أفيف تترسكي في دراسته التي نشرها موقع منتدى السياسة الإقليمية، وترجمتها "عربي21" أنه "منذ عام 2014 يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون حالة من المواجهات التي ما أن تهدأ حتى تعود من جديد، وهي تتجدد بصورة مختلفة بين حين وآخر، خاصة في القدس والضفة الغربية، وبالتالي فإن إجراء مقارنة بين مختلف هذه الأنواع من العمليات يكشف أن الفلسطينيين لديهم عدة طرق لتفعيلها ضد الإسرائيليين".
وأشار تترسكي الباحث في جمعية "عير عميم" المنشغلة بقضايا القدس، أن "هذه الموجات المتباينة من العمليات تؤدي إلى اكتشاف آخر بشأن الرابط بين استخدام طريقة بعينها في المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية، وبين حجم الجدوى الميدانية لها، فضلا عن الردود الإسرائيلية على مختلف طرق العمليات الفلسطينية، أما بالنسبة لقطاع غزة فليس هناك من احتكاك عضوي بين الجانبين، وهو عنصر أساسي لاندلاع العمليات بينهما في الضفة والقدس".
وأكد تترسكي الذي يراقب السياسة الإسرائيلية بالقدس منذ سنوات،أن "هذه المراحل الثلاث من العمليات يمكن استنباط جملة اعتبارات أساسية منها، أولها أنها أتت نتيجة اندماج سلسلة من الأحداث فيما بينها، بحيث تواصلت العمليات على مدار اليوم خلال أشهر طويلة، وثانيها أن هذه العمليات حصلت بناء على توجهات فردية لمنفذيها دون تنسيق مع جهات أخرى، وثالثها أن معظم العمليات نفذها فتيان، وبعضها أولاد ونساء".
وأوضح أن "إطلاق مصطلح الانتفاضة على العمليات الفردية بحاجة لمزيد من النقاش، لأنه لا تقف جهة منظمة خلفها، بل هي أعمال منطلقاتها شخصية بحتة، ورغم أن إسرائيل ردت على هذه العمليات بمستوى لا محدود من العقوبات الجماعية، سواء بإعداد خطط لطرد عشرات آلاف الفلسطينيين من القدس، وإصدار تعليمات لإطلاق النار حتى على أولئك الفلسطينيين الذين لا يشكلون خطرا على الجنود الإسرائيليين".
وأكد أن "الساحة الإسرائيلية شهدت سلسلة تصريحات وبيانات تحريضية ضد الفلسطينيين، بل إن المؤسسة الإسرائيلية أبدت تجاهلا لحجم الأزمة الكبيرة التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، وشكلت في جوهرها أسبابا لاندلاع هذه العمليات المسلحة، بما في ذلك مستوى الضعف المعيشي والأزمة الإنسانية التي يمكن اكتشافها عند مقارنة ظروف المقدسيين الفلسطينيين بالإسرائيليين الذين يقيمون في القدس، وفي النهاية يجبي كل ذلك ثمنه من حياة الإسرائيليين".
وختم بالقول أن "السلطة الفلسطينية تسعى قدر الإمكان لتخفيف الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأنها تخشى أن تدفع أثمانا باهظة جراء اندلاع موجة احتجاجات فلسطينية، ولذلك تسعى إلى كبح جماح، بل وقمع، أي كيانات فلسطينية مسلحة تعمل على تفجير صراع مسلح ضد إسرائيل".