غزة - رائد أبو جراد – الرسالة نت
سيطرت على حركة الأسواق الغزية حالة من الركود مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، واستعدادات المواطنين وتجهيزاتهم المتواصلة لشراء احتياجاتهم وما يلزمهم من تحضيرات لاستقبال العيد والمواسم التي تتبعه مباشرةً.
ويأتي هذا الركود الاقتصادي في ظل حصار صهيوني مطبق على قطاع غزة دخل عامه الخامس فيما طرأ تحسن طفيف على حركة المعابر التي يقوم الاحتلال بفتحها بشكل متقطع وجزئي لإدخال عدة أصناف من البضائع بعدما ظل اعتماد الغزيين في إدخالها بشكل كبير على المعابر الأرضية "الأنفاق" الممتدة أسفل الشريط الحدودي مع مصر.
ويتسابق التجار والباعة من أصحاب البسطات الصغيرة على إقامة المعرشات وتجهيز البضائع على امتداد شارع عمر المختار وسط مدينة غزة والشوارع الفرعية المحاذية له، كما تشهد المناطق المحيطة بالأسواق الرئيسة في المدينة وباقي محافظات القطاع حركة مشابهة خاصة في الأيام الأخيرة من رمضان واستعدادات الغزيين لاستقبال العيد.
**إتاحة الفرصة للتسوق
ودرجت العادة في مواسم الأعياد والمدارس منذ عدة سنوات على قيام التجار والباعة المتجولين بنصب البسطات في الشوارع الرئيسة، التي تغلقها وزارة المواصلات بالتعاون مع شرطة المرور وذلك في الأيام الأخيرة التي تسبق العيد لإتاحة الفرصة للمواطنين للتسوق، وعادة ما يشوش هذا الإغلاق على حركة السير في المنطقة طيلة أيام الموسم.
وينتظر أكثر من 170 ألف موظف موعد استلام رواتبهم بفارغ الصبر وقد أعلن عن صرفها في كلا الجانبين في الثاني من (أيلول) سبتمبر المقبل ليستعد التجار والمواطنون لإشعال حركة البيع والشراء قبيل العيد الذي يحل نهاية الثلث الأول من الشهر القادم.
المواطن أبو محمد في العقد الرابع من عمره أبدى بالغ قلقه من تزاحم المواسم والاضطرار للنزول للسوق لتوفير مستلزمات الأسرة من ملابس وتحضيرات للعيد إضافة إلى موسم العام الدراسي الجديد الذي بات على الأبواب مباشرةً بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر.
وخلال تجوله في سوق عمر المختار مصطحباً زوجته وأبناءه أشار لـ"الرسالة نت" إلى أن ازدحام 3 مواسم متمثلة في "رمضان وعيد الفطر والمدارس" أصبح يثقل بشكل كبير كاهل رب الأسرة لتوفير كافة المستلزمات لأبنائه، مبيناً أن الناس أصبحوا يعدون حساباتهم ومصاريفهم جيداً خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل.
أبو حازم الشرفا تاجر ملابس بغزة استبشر خيراً بوضع الأسواق مع اقتراب موسم العيد، قائلاً:"إن شاء الله كل الخير سيحل على السوق في الأيام المقبلة التي تبدأ فيها حركة البيع والشراء لدى كافة التجار بعد 21 من رمضان نشعر خلالها بتحسن في نشاط السوق الاقتصادي".
وعبر الشرفا عن تفاؤله بأن تلف بشائر الخير التجار وأصحاب المحال كافة في الأسواق وأن يشهد موسم رمضان والعيد لهذا العام تحسناً عن أعوام ماضية سيطر فيها الحصار والإغلاق.
**صرف الرواتب
وبالنسبة لصرف رواتب الموظفين بين التاجر الغزي انتظاره وزملائه البائعين صرف الرواتب على أغلى من الجمر علها تسفر عن تحسن في حركة الأسواق، وقد أبدى ارتياحه الكبير من الحركة التجارية الحالية لمعابر القطاع.
وأضاف الشرفا:"المعابر أصبحت أفضل بكثير من السابق بعد عدة سنوات من قلق تجارة الأنفاق غير المستقرة، والآن البضائع عادت للدخول للتجار والأسواق رسميا وأرخص بكثير عما سبق".
وشاركه الرأي بائع الملابس رمضان الطباطيبي مؤكداً أن جميع التجار ينتظرون صرف الرواتب، عاداً إياها المحرك الأساسي لحركة البيع والشراء في السوق المحلي الغزي.
ويقول الطباطيبي الذي جلس أمام محله ينتظر بفارغ الصبر إقبال ولو قلة من الزبائن :"أكثر أيام نشهد فيها حركة واسعة للسوق هي الأيام الأربعة الأخيرة من رمضان وليلة العيد التي يمتد الشراء والبيع خلالها لأذان فجر يوم العيد"، منوهاً أن الأسواق لا تخلو أواخر شهر الصيام من المواطنين ولا يكاد شخص يجد متسعا للتجول في أسواق البلدة القديمة.
فيما أكد الشاب محمد "29عاماً" بائع عطور في أحد الشوارع الرئيسية وسط غزة أن الأسواق قبيل العيد تعاني الركود، موضحاً أن موسم شهر رمضان الحالي كان أفضل بكثير من المواسم الماضية.
ولا يكف العطار عن متابعة حركة المشترين باتجاه محله خلال عمله ليرجع سبب أفضلية شهر رمضان لهذا العام عن السنوات السابقة لتحسن حركة المعابر وإدخال البضائع المحتجزة وعودة النشاط التجاري لغزة بعد حصار وإغلاق طيلة أربع سنوات مضت.
جدال ونقاش
المواطنة أم على خالد جالت وصالت بين محال الملابس والأحذية والمختصة ببيع حاجات العيد علها تجد مرادها ورفيقتها، وبعد عناء المشي انتهى بها المطاف عند معرض لبيع الملابس النسائية بالقرب من سوق الشجاعية شرق غزة ليدور بينها وبين صاحب المحل جدال ونقاش حول أسعار الملابس هذا الموسم.
بعد انتهائها من شراء احتياجاتها من ذلك المعرض تقدمت "الرسالة نت" نحو المواطنة الغزية التي بدت عليها علامات الإرهاق لتقول بصوت متقطع:"أنتظر تلقي زوجها لراتبه مطلع الشهر لشراء ما أحتاجه بكل سهولة ويسر"، لافتةً إلى أن أسعار البضائع في الأسواق باتت ارخص بكثير من الأعوام الماضية.
وكغيره من أصحاب البسطات يعول العشريني محمد حجازي بائع إكسسوارات كثيراً على الأيام المقبلة، معرباً عن أمله في أن يشهد السوق حركة بيع وشراء مميزة خلال الموسم الحالي.
وتمنى الشاب حجازي أن يشكل صرف رواتب موظفي غزة ورام الله في تسريع وتيرة البيع والشراء والعرض والطلب على البضائع في الأسواق قبيل موسم المدارس، مستطرداً:"في أي موسم أو أي شهر عادي حركة البيع في الأسواق مرتبطة أساسا بالرواتب".