قائد الطوفان قائد الطوفان

المخللات في رمضان ... ذوق وعنوان

غزة - سليم سليم 

يقف الشاب العشريني بلال رجب أمام عتبة محل لبيع المخللات يقع في إحدى زوايا سوق الزاوية في قلب مدينة غزة، وتصطف بجانبه أوعية مليئة بما لذ وطاب من أنواع المخللات المختلفة التي تفوح رائحتها لتغري الصائمين.

ولم تفلح أوعية المخللات التي عرضها الغزي رجب في جلب المواطنين لشرائها نتيجة جيوبهم الخاوية في ظل الظروف الاقتصادية العصبة وارتفاع معدلات البطالة.

وتتنوع المخللات التي تعتبر المقبلات الشهية لدى الصائمين إلى أصناف عدة من  خيار وباذنجان ولفت وجزر و زهرة وفلفل مكبوس وزيتون وغيرها من الأنواع والتي تتزين المائدة الفلسطينية بها خاصةً في أيام الشهر الفضيل لا سيما في وجبة الإفطار ولا تكاد تخلو سفرة فلسطينية رمضانية منها.

إقبال ضعيف

ويصف الشاب رجب بائع المخللات الإقبال على شرائها بالضعيف نتيجة الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الغزيون، مستدركاً : هناك إقبال عليها في أول أيام شهر رمضان، وسرعان ما يعود لطبيعته وتخلو المحلات من المشترين في الأيام الأخرى.

ويضيف رجب أن الناس لديها الرغبة في اقتناء كل شيء لكنها لا تستطيع، وتعد المخللات بالنسبة لهم شيئاً كمالياً وليس أساسياً , وهناك أشياء أهم يسعون لتوفيرها من المخللات".

الجدير بالذكر أن قطاع غزة يعاني من ظروف إقتصادية صعبة نتيجة الحصار المتواصل ، إضافة إلى البطالة المرتفعة وعدم وجود الدخل الكافي لكثير من الأهالي .

طريقة الإعداد

وحول طريقة إعدادها يلفت رجب إلى أنها تخزن قبل 40 يوم من موسم رمضان لتكون جاهزة للبيع خلاله , إلا أنه قال :"بأن والده لديه الطريقة الكاملة لعملها , وهو من يقوم بصناعتها داخل أروقة البيت ".

وتمر صناعة المخللات بعدة خطوات  يتم  خلالها تقطيع الخضروات , ووضعها لوقت قصير في المياه المغلية وتمليحها لبضع ساعات و تجفف من الرطوبة لتمتص الأطعمة مزيداً من الخل والملح , وتترك عدة أيام لتكتسب نكهتها.

أما الشاب العشريني حازم السقا الذي يبيع المخللات منذ 5 سنوات، وبينما يقوم بتعبئة كيلو من المخللات لأحد الزبائن الملاحظ قلتهم، يشير إلى أن شهية الصائم تكون مفتوحة في رمضان لتناول ما يراه أمامه كالمخللات والحلويات والقطائف , وغير ذلك .

ويصف السقا إقبال الناس بالجيد لكنه ليس بأحسن حالاً من الرمضانات الأخرى , والإقبال على الشراء في رمضان  يختلف عندما يأتي في الصيف عنه في الشتاء .

أما في غير رمضان فتزين المخللات الموائد الفلسطينية في وجبات الإفطار والغداء والعشاء , ولكن موسم الشهر الكريم يكون أحسن حالاً بالنسبة للإقبال عليها بحسب السقا .

طقوس رمضانية

وفي هذا الصدد يرى الدلو: أن المخللات طقوس رمضانية لابد منها، قائلاً: أفضل مخلل الباذبجان على الخيار المكبوس بدعوى البعد عن الأملاح الأكثر ملوحة -زيادة عن اللزوم- حسب وصفه، مستطرداً:  كثرة تناول المخللات قد يؤدي إلى زيادة نسبة الأملاح في الجسم , واتعاب صحة الإنسان  , موضحاً بأن على الإنسان تناول القسط المناسب حتى لو توافرت لديه بكثرة و التوسط في ذلك حتى لا يندم والوقاية خير من قنطار علاج . 

البث المباشر