لم تمضِ أيام قليلة على فتح المقدسيين لمصلى باب الرحمة، حتى أعاد الاحتلال التلويح بإغلاقه وإعادة السيطرة عليه، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدينية والتي تكفل للمقدسيين الحق في إقامة طقوسهم الدينية في المدينة المقدسة.
وأمهلت محكمة الصلح (الإسرائيلية)، الإثنين الماضي، مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة أسبوعا للرد على طلب الادعاء العام إعادة إغلاق مصلى "باب الرحمة" في السور الشرقي للمسجد الأقصى، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وخلال إجراءات إصدار أوامر تمديد اعتقال مقدسيين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في إعادة فتح المصلى، يوم 22 شباط/ فبراير الماضي، اكتشفت النيابة عدم وجود أمر قضائي ساري المفعول بإغلاق المصلى، حيث انتهى آخر أمر في آب/ أغسطس الماضي.
وأضافت "هآرتس" على موقعها الإلكتروني أن المحكمة هددت بإصدار أمر بإعادة إغلاق المصلى، في حال لم يستجب مجلس الأوقاف، خلال أسبوع.
ولا يعترف مجلس الأوقاف الإسلامية، التابع للأردن، بالمحاكم (الإسرائيلية)، ولا بالقرارات الصادرة عنها، ويرفض التعامل معها، بحسب بيانات وتصريحات سابقة للمجلس.
وزعم الادعاء الإسرائيلي، في التماس قدمه إلى المحكمة، أن "المبنى يشكل نقطة لحركة حماس في المسجد الأقصى، وتم استخدامه سابقا في أنشطة أقامتها حماس، ولذلك يجب إغلاقه ومنع استخدامه".
وعقب ما سبق، دعا حراس المسجد الأقصى، إلى الاعتصام على أبواب المسجد، بدءا من يوم الجمعة المقبل، للسماح بدخول حراس المسجد وموظفي مجلس الأوقاف المبعدين بأوامر من سلطات الاحتلال، وذلك في ظل حملة الاعتقالات والإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في القدس، في حق حراس ومسؤولي وموظفي مجلس الأوقاف الإسلامية الذين شاركوا في إعادة فتح مصلى باب الرحمة.
****** اشعال المنطقة
وأكد الخبير في شؤون مدينة القدس، الأكاديمي جمال عمرو، أن منح الاحتلال لمجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة أسبوعا للرد على طلب الادعاء العام إعادة إغلاق مصلى "باب الرحمة" في السور الشرقي للمسجد الأقصى، سيشعل المنطقة بأكملها.
وقال عمرو في حديثه لـ"الرسالة" إن المقدسيين سيبقون في الميدان والاحتلال بقراراته ضد الأقصى يقود المنطقة للاشتعال، وينذر بالدخول في صراع شديد لا تحمد عقباه في حال استمرت الانتهاكات بحق المسجد الأقصى.
وأضاف " ليس أمام المقدسيين بديلا غير الثبات وسيكون هناك ثمن كبير يدفعه الاحتلال ونحن أمام صدام حتمي لا محالة بعد منع ادخال السجاد للصلاة، وتشديد إجراءات خنق المقدسيين، نحن في مرحلة كسر عظم والاحتلال كشر عن أنيابه".
وأشار إلى أن هناك فشلا عربيا في التصدي لمخططات الاحتلال وهذا الفشل بحاجة لعود ثقاب يشعل الأوضاع ويعيد الأولوية للقدس والشعب الفلسطيني.
وأكد أن الخطاب الوقح من الاحتلال، والموجه للأوقاف يشير إلى أنه عليها إجابتهم في غضون أسبوع عن فتح الباب في "جبل الهيكل" ولم يشيروا إلى الأقصى أو الحرم الشريف.
ولفت إلى أن هذه المعطيات يجب أن تكون رسالة للذين انخدعوا بوهم التسوية ونسقوا مع العدو تنسيقا مقدسا، هو احتلال يريد فلسطين كلها ويحول الأقصى إلى جبل الهيكل.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية "باب الرحمة" عام 2003، وجددت تمديده سنويا، وصادقت محكمة الصلح على ذلك الإجراء عام 2017.
وإثر توترات وصدامات تمكن مقدسيون، الشهر الماضي، من إعادة فتح "باب الرحمة".
والمصلى عبارة عن قاعة كبيرة داخل أسوار الأقصى قرب "باب الرحمة"، بمساحة 250 مترا مربعا وبارتفاع 15 مترا، وتعلوه غرف كانت تستخدم مدرسة.