أمير محمود جمعة دراج (20 عاما) من قرية خربثا المصباح، ويوسف رائد محمد عنقاوي (20 عاما) من بيت سيرا، شهيدان جديدان، ارتقيا برصاصتين، في أرض نموت فيها ولا يهم السبب، هكذا قتلا في طريقهما للعمل، بين مجموعة من العمال بمركبة تقلهم معا.
ببساطة بدأت الحكاية، من بداية انقشاع سواد الليل وظهور خطوط الفجر الأولى، وفي المركبة يجلس العمال متلاصقين بينما يعصف الجو البارد في الخارج، والعربة تسير بين صعود وهبوط لأودية وجبال الضفة وطرقاتها المتعرجة، وهكذا حتى الوصول إلى نقطة تفتيش على مفترق قرية كفر نعمه.
ساءت أجواء الطقس، وازدادت الأمطار هطولا، ما أدى إلى انزلاق السيارة فاصطدمت بأحد الجنود الذي وصفت حالته بالخطيرة، بينما أصيب الآخر إصابة متوسطة، فكان هذا الانزلاق ذريعة جاهزة لفتح نيران الجنود الواقفين على المفترق، موازية لرشات المطر على زجاج السيارة المغلق وهنا سقط الشهيدان أمير ويوسف.
وهكذا ينسل الموت إلينا بصمت، نموت مقتولين، أو مأسورين، أو في لحظة ونحن نسير بسلام متوجهين إلى عملنا، ودائما هناك حجة ما يخترعها المحتل ليمارس علينا لعبة القتل، وترحل الروح وتبقى خلفها حكاية، أم ثكلى، قلوب متصدعة، ملابس ملطخة بالدماء، أحد ما يبكي في زاوية الغرفة قهرا على روح فارقته، وعلى حقها الذي لن يعيده أحد.
ولم يبقَ مفترق كفر نعمة كما كان، فلقد خرج أبناء القرية بموجة غضب عاتية ضد الجنود الذين يستسهلون القتل والضغط على الزناد، كما قال رئيس مجلس قروي كفر نعمة خلدون الديك، مؤكدا أن عملية إعدام المواطنين وقعت حوالي الساعة الثالثة فجرا، وفي منطقة تضاريسها الطبيعية صعبة، رغم أن كل ما وقع هو حادث سير، بسبب المنعطف الخطير في الشارع هناك.
ولأن مزاعم الاحتلال جاهزة على الدوام كان جيش الاحتلال قد ادعى مسبقا أن سيارة فلسطينية كان يسـتقلها ثلاثة فلسطينيين قد هاجمت جنودا عند مدخل كفر نعمة ما اضطر الجنود لإطلاق النار على السيارة.
ويذكر أن عائلة الشهيد دراج تمتلك مصنعا للشيبس والعصير في بلدة كفر نعمة، وقد كان ابنهم أمير متوجها لعمله في المصنع وصديقه الشهيد يوسف حينما اغتالهما الجنود بدم بارد بينما أصيب صديقهم الثالث هيثم باسم جمعة علقم إصابة بالغة
وقد أعلنت حركة حماس في بيان لها تقديرها لنضال أهالي الضفة الغربية خاصة بعد اندلاع مواجهات بين أهالي كفر نعمة وجنود الاحتلال عقب اغتيالهم للشهداء مؤكدة أن عملية الدعس هي رسالة من الشباب الثائر بالضفة الغربية المحتلة اليوم.
وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم إن ما حدث في الضفة يوم الاثنين الماضي يؤكد أن شعبنا الفلسطيني، سيواصل نضاله ضد المحتل حتى ينتزع كامل حريته ويحرر أرضه، وأن جرائم الاحتلال لن تكسر إرادته في الانتفاض المستمر، وتمسكه بخيار المقاومة".