ذهب الحمد الله وجاء اشتية، في خطوات متشابهة وسياسة واحدة، فكلاهما تسلم الحكومة بتكليف من رئيس السلطة والتزما العمل بسياسته.
عباس ضرب عرض الحائط بأي تفاهمات أو توافقات يمكن أن تتم بينه وبين الفصائل واختار أن تكون الحكومة فتحاوية خالصة صافية ويرأسها عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، بدلاً من "الماكياج" الذي كان يضعه الحمد الله باعتباره "تكنوقراط" مع أنه عباسي أكثر من الفتحاويين.
وبينما وجدت حكومة الحمد الله معارضة شديدة من غالبية الفصائل الفلسطينية بعد تشكيلها بفترة وفشلها كـــ"حكومة توافق" فإن تكليف اشتية يلاقي معارضة شديدة من غالبية الفصائل (حماس، الجهاد، الشعبية، الديمقراطية، وغيرهم الكثير) منذ التكليف، رغم حديث عباس وقيادة السلطة أنهم يسعون إلى تشكيل حكومة فصائلية إلا أن الوجهة المنفردة للتشكيل تشير إلى أنها حكومة فتحاوية بامتياز بل عباسية، فاشتية شغل منصب السكرتير العام للجنة الانتخابات المركزية عندما كان يرأسها عباس في انتخابات عام 1996، وقد اعتاد على العمل تحت إمرة سيده منذ زمن طويل، وهو سيكون أكثر التزاماً بأوامر رئيس السلطة ونواهيه مثلما كان الحمد الله تماماً، بل وأكثر من ذلك.
ومع التشابه الكبير بين الحمد الله واشتية إلا أننا بعد التدقيق قد نجد بعض الاختلافات بين الاثنين.
جاء اشتية من داخل البيت الفتحاوي ومع ذلك لا يختلف عن سلفه سوى أن الأول من مواليد الصيف (أغسطس 1958) والثاني من مواليد الشتاء يناير من نفس العام.
والاثنان جاءا من بيئة أكاديمية، وبينما كان الحمد الله رئيساً لجامعة النجاح عمل اشتيه سابقاً في جامعة بيرزيت، وغالباً تتقدم الأولى على الثانية في التصنيف الأكاديمي، أما الكتلة الإسلامية ففازت في انتخابات مجالس الطلبة في الجامعتين.
والحمد الله -بحسب بعض المراقبين-لا يزال مفضلاً لأبو مازن بينما الثاني هو مرشح اللجنة المركزية مع بعض الخلاف داخلها.
والحمد الله طويل القامة بينما الثاني قصير.