عملية إطلاق النار على أحمد حلس "أبو ماهر" هي عملية جبانة ورخيصة ولا يهدف من نفذها إلا محاولة نشر البلبلة وخلق نوع من الفوضى في قطاع غزة؛ ولكن الجميع يدرك أن ما حدث مدان ومستنكر ومرفوض؛ ولكن الأرخص من محاولة إطلاق النار هو توجيه أصبع الاتهام تجاه حركة حماس دون أي دليل إلا النكاية والكذب والتضليل المراد منه الكيد لحماس واتهامها بارتكاب الجريمة وهم يعلمون أن حركة حماس ليست من يقف خلف العملية الجبانة فأصدروا بياناتهم وتصريحاتهم فورا دون انتظار نتائج التحقيقات التي تقوم فيها وزارة الداخلية للوقوف على حيثيات الحادث والبحث عن من يقف خلفه، ووفق وجهة نظري أن إصدار الأحكام وتوجيه الاتهامات فور وقوع الحادث هو نوع من درء الاتهام عن النفس أو عن جهات تقف خلف الجريمة ومحاولة التضليل ولكن الأمر لن يقف عائقا أمام الأجهزة الأمنية لمواصلة التحقيق لمعرفة الجناة فليس من المنطق أن تفقأ حماس عينها بيدها.
ما حدث من سرعة الاتهام يذكرنا تماما بما حدث من مسرحية تفجير موكب الحمدالله وسرعة اتهام حركة حماس بالمسئولية عن الحادث فور وقوعه وقد ثبت بالأدلة الواضحة غير القابلة للشك بعد تحقيقات مضنية وملاحقة المنفذين للجريمة الأمر الذي أدى إلى استشهاد عنصرين من قوات الأمن ومقتل أحد المتورطين واعتقال المشتبه بهم بالحادث وثبت تورط أحد ضباط مخابرات رام الله بالوقوف خلف الحادث.
لست في مقام توجيه الاتهام إلى أحد لأن في ذلك تشويش على عملية التحقيق التي ستقوم بها أجهزة الأمن، وأنا أثق بقدرة هذه الأجهزة للوصول إلى نتائج إيجابية تكشف الحقيقة شرط التعاون الكامل معها من كل الأطراف.
أسلوب الاغتيال مرفوض في عرفنا الفلسطيني رغم حالة الاختلاف فالأخ أحمد حلس رجل منتم تنظيميا لحركة فتح صحيح، وهناك خلافات بين فتح وحماس وبين فتح محمود عباس وفتح محمد دحلان وبين فتح محمود عباس والمقطوعة رواتبهم والمفصولين من عملهم كل هذا الخلاف أمر يمكن تفهمه؛ ولكن اللجوء للقوة واستخدام اساليب رخيصة أمر لا يمكن تفهمه أو قبوله على كل الصعد، لذلك كان الأولى بمن سارع واتهم حركة حماس الانتظار قليلا وعدم التسرع في توجيه الاتهام إلى هذا الطرف أو ذاك والانتظار بعد دعوة الأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق حول الحادث وانتظار النتائج والنظر في التحقيقات وطريقتها واساليب التوصل للحقيقة بدلا من الاتهام الجاهز لضياع الحقيقة والتستر خلف الاتهام، لأن توجيه الاتهام فورا هو دليل خبث مكشوف ولا يمكن له طمس الحقيقة أو حرف التحقيق.
ومن المؤسف في رد بعض القوى على إطلاق النار وصف الأجهزة الأمنية بسلطة الأمر الواقع وهذا معيب بحق من وصف ذلك الوصف وهو تساوق أن دل يدل على صغر ودناءة من لازال يسعي إلى تأجيج الوضع الداخلي، وكان الأولى بهم حسن اختيار الألفاظ والعبارات خاصة أننا أمام حدث ليس عابرا بل يمكن أن يترتب عليه أثارا سلبية تصيب المجتمع كله.
نقول سلامات أبو ماهر وسلامات للوطن ومرحبا بالحقيقة والتي نتمنى أن تصل إليها أجهزة الأمن بالوقت المناسب والسريع لكشف اللثام عن جبان وكشف الجهة التي تقف خلفه ولا أعتقد أن تكون فلسطينية أو تنتمي لفلسطين عندها ماذا سيكون موقف من سارع بالاتهام ورمى بريئا ليشبع غروره وحقده..