يوما بعد الآخر، يبدو بركان الضفة على وشك الانفجار في وجه الاحتلال، فالمعطيات على الأرض تدلل على أن المواجهة الشاملة أقرب من أي وقت مضى.
ولا يكاد يخلو يوم من المواجهات التي غالبا ما تُسفر عن شهداء، وكان آخرها شهيد سلفيت ليلة الثلاثاء، محمد جميل شاهين.
ومع انعدام الأفق السياسية وتراجع الأوضاع المعيشية والغلاء الذي يعيشه سكان الضفة، فضلا عن مواجهات الأقصى، يرى سياسيون أن كرة اللهب تتدحرج نحو انتفاضة جديدة.
لا بديل عن المواجهة
ولا يختلف اثنان على أن الضفة الغربية مرشحة للاشتعال إذا ما غفلت السلطة الفلسطينية عن استدراك الأمور وخرجت عن السيطرة، فمن بين الأسباب التي تقود الضفة إلى التصعيد الرغبة في تغيير القيادة الفلسطينية، في ظل ما يحيط بها من ضعف في كسب المواقف من (إسرائيل).
ولعل المواجهات اليومية التي تحدث مع كل اقتحام لجنود الاحتلال في مدن الضفة، تعكس أزمة الثقة بين الفلسطينيين وقيادة السلطة.
وجاء خطوة (إسرائيل) في خصم أموال المقاصة لتكون بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وزادت من الهزات الاقتصادية التي تعاني منها السلطة في ظل ارتفاع فاتورة الرواتب والفساد المستشري بالتزامن مع ضعف المنح والمساعدات الخارجية.
كما أن الاستياء الذي أصاب الفلسطينيين جراء طرح أمريكا لـ "صفقة القرن" وما تمثله من مؤامرة أمريكية إسرائيلية، يقرّب موعد المواجهة أكثر.
وفي هذا السياق أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران أن المواجهة الشاملة والمباشرة مع الاحتلال أقرب من أي وقت مضى، في ظل المواجهات مع الاحتلال وشهيدي الخليل وسلفيت اليومين الماضيين.
وقال بدران إن الغليان المتزايد في السجون، وانعدام الحلول السياسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، تزيد من الدافعية للمقاومة، مشيرا إلى أن أحداث الأقصى تبقى دوما الشرارة الأكبر تأثيرا.
وأضاف: "واهم المحتل إذا ظن أن شعبنا سيتوقف عن مقاومته بسبب الوضع الفلسطيني الداخلي أو التعقيدات الإقليمية والدولية، نحن الشعب الذي لا يقهر".
ودعا إلى مزيد من التحرك والدفاع عن الأقصى من الجميع.
كما وعقّب عضو المكتب السياسي لحركة حماس زاهر جبارين، بعد مواجهات سلفيت وارتقاء شهيد بالقول: "جرائم الاحتلال بحق شعبنا في الضفة المحتلة، وتماديه في الاعتداء على المسجد الأقصى اليوم وإغلاقه لن تمر دون حساب".
وأضاف جبارين في تصريح صحفي وصل "الرسالة"، مساء الثلاثاء: "اليوم ضفة الأحرار انتفضت في وجه الاحتلال وتقدم شهيدها في سلفيت دفاعا عن مسرى نبينا".
وتابع: "شعبنا لن ينسى دماء أبنائه، ولن يقف مكتوف اليدين أمام هذه الوحشية الصهيونية، والتي تتصاعد يوميا في الضفة والقدس، وتتخذ منها حكومة الاحتلال بازارا لرفع أسهم أحزابها في الانتخابات القادمة".
وفي السياق، حذرت صحيفة "هآرتس" العبرية، السلطة الفلسطينية من التوتر المتزايد في الضفة الغربية، والذي قد يؤدي إلى نشوب تصعيد قريبا إذ لم تنجح (إسرائيل) بمنعه بالتوافق مع المجتمع الدولي.
ووفقا للصحيفة العبرية، حذر مسؤولون فلسطينيون من تحويل الضفة الغربية إلى "طنجرة ضغط"، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، إذا ما نفذت إسرائيل قراراها بتجميد أموال الضرائب بهدف إيقاف منح إعانات عائلات الأسرى والشهداء.
وأشارت الصحيفة، إلى أن (إسرائيل) تزيد الضغط على الفلسطينيين، بينما المجتمع الدولي غير مكترث.
وأشارت "هآرتس"، إلى أن المؤسسة الأمنية قدمت "للكابنيت" عدة سيناريوهات مؤخرا، من شأنها أن تشعل النار في الضفة، من بينها إمكانية وقوع حادثة أمنية أو قرار سياسي يمس بالوضع الديني، مثل قضية وضع أجهزة البوابات الالكترونية عند أبواب الأقصى في 2017، أو وقوع حدث كبير عند الأقصى، أو رفض الفلسطينيين لخطة السلام المقترحة من الإدارة الأمريكية، اضافة إلى رغبة القيادة الفلسطينية لتفجير الاوضاع لتحسين مكانتها وصورتها أمام جمهورها.