استنكرت الأسيرة المحررة أحلام التميمي نشر المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات تغريدة، رصد فيها مكافأة مالية مقابل الإدلاء بمعلومات عن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، والأسيرة المحررة أحلام التميمي.
وقالت في حوار خاص لـ "الرسالة نت": "التصريحات بحد ذاتها لم تكن مفاجأة بالنسبة لي، لكن المفاجئ أنها جاءت من شخصية تعد اعتبارية في أمريكا، بوصفه أنه مبعوث ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أنها تتنافى مع مهمته".
وأضافت التميمي :" من غير المنطقي أن شخصية تدعي أن مهمتها السلام في الشرق الأوسط، وفي ذات الوقت تتهم كل من في الشرق الأوسط وتحديداً الفلسطينيين بتهمة الإرهاب، وأنه يجب تسليمهم للعدالة الأمريكية كما يدعون.
وأكدت الأسيرة المحررة أن تصريحات جرينبلات تنم على أنه شخص عنصري، ويعمل لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، ويفترض بمكانته أن لا يتحدث بمثل هذه التصريحات، أو يلقى التهم جزافاً خدمةً للاحتلال.
وعبرت عن رفضها لوصف الفلسطينيين بالإرهابيين، ووصفها بالإرهابية من وجه نظر الولايات المتحدة الأمريكية، موضحةً أن الشعب الفلسطيني هو حالة المقاومة الوحيدة في العالم، ضد أكبر احتلال لا زال جاثماً على أرضه.
وبينت الأسيرة المحررة أن بداية الحملة الشرسة ضدها بدأت منذ عام 2016، حينما تم تعميم مذكرة انتربول حمراء على كافة دول العالم، بهدف الملاحقة والاعتقال لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد رفع قضيتين بمحكمة في واشنطن.
ولفتت الى أنه تلا ذلك تصريح لوزيرة العدل الأمريكية، حيث طالبت وزارتها من الأردن تسليمها لأمريكا بتهمة "استخدام أسلحة دمار شامل ضد مواطن أمريكي"، إضافة إلى مجموعة من التهديدات التي وصلتها عبر موقع "توتير".
وأشارت أن أمريكا والاحتلال الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يخدم نفس المشروع، وتحديداً الولايات المتحدة التي تعمل على ترسيخ المشروع الصهيوني في المنطقة، خاصة وأن الدولة العميقة بها هم صهاينة.
ونوهت التميمي الى أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يقنع العالم أنه دولة ديمقراطية، ورمى الكرة في ملعب أمريكا كي تقول أنهم يريدون محاكمتها على قتيلين يحملون الجنسية الأمريكية، ضمن سياسية تبادل الأدوار في ملاحقة المقاومة الفلسطينية.
وأوضحت أن المرأة الوحيدة التي تستحق أن تكرم في يوم المرأة العالمي هي المرأة الفلسطينية، التي صبرت وناضلت وتعيش في ظل أطول احتلال في العالم، والتي قام الاحتلال بأسرها، أو بقتل أولادها، وتحملت كل صنوف العذاب.
وقالت التميمي: "تعيش المرأة الفلسطينية يومها العالمي بقطع رواتبها، وهي التي كانت تتلقى راتب الشهيد أو الأسير، حتى أنا قطع راتبي من عام 2016، ومنذ اللحظة التي تم وضعي اسمي فيها على لائحة الانتربول، وأعد أول أسيرة والوحيدة التي يقطع راتبها".
واستهجنت الأسيرة المحررة محاربة المرأة الفلسطينية في لقمة عيشها، مشيرةً إلى أنه يتنافى ليس فقط مع يوم المرأة العالمي، بل يتنافى مع عمل جمعيات حقوق الإنسان العالمية، التي تدعي أنه من حق الإنسان أن يعيش حياة كريمة وحرة.
واعتبرت أن المرأة الفلسطينية لا تحتاج إلى يوم عالمي لتكريمها، فهي مكرمة بذاتها، وبمجرد وجودها في أرض مقدسة، وباستعدادها وتربية أبناءها على معركة التحرير، فهذا يزيدها تكريماً وتشريفاً.
ووجهة التميمي رسالتها للمرأة الفلسطينية بالقول: "طالما أنتي في فلسطين، ومشروع التحرير موجود، فكل حياتك يجب أن تستمر في طريق المقاومة، فلا تضعفي، ولا تهزك العقبات، ويجب أن تكملي مشروع التحرير بتربية الأولاد على هذا الطريق، وخلق جيل قادر على التحرير".
وأضافت في رسالتها للأسيرة في سجون الاحتلال، بأنه "يجب أن تثبتي للاحتلال أن مشروع السجون مشروع فاشل، فلا يضعفها ولا يغير مبادئها، ويجب أن تظل صامدة داخل السجن، وتعمل بكل قوة على المحافظة على فكرها".