ذهبت إليها وأنا أبتسم ظننت أن أبي يمازحني
عندما رأيت تتطاير البراءة من فوق آثار الحرب بكت الأرض والرمل والجدران والحجر لما حل لهما.
رأيت فقط اثار صهيوني جبان، كان بيت عمي محروق بينما جدرانه فقدت روحها متحولة إلى كومة ركام، بينما رجل أخر يستند على جدار مشروخ، يبكي بيته الجديد.
شعرت كما شعر أهلي بشظايا الحرب المتبقية ملتهبة في صدرونا، ورغم تلك الجمرات إلا أن نسيم الغروب قد هب محاولا أن يطفئ ما في صدورنا من اشتعال ليخبرنا بأن غدا أفضل.
وبينما حارتنا الآن في موقف لا تحسد عليه! دخلت بيتي الذي كنت اعتقده لن يهتز، إلا أنه لم يسلم، وفي سقف كل غرفة فتحة تقودك إلى السماء.
هذه خزانتنا المشتركة مستندة على نفس جدار غرفتي بينما يستلقي مكتب على الأرض وتطل منها ملابسنا الممزوجة بروائح الحرب وخليط القتل والدمار كل هذا أمام عيني وأنا مصعوقة ومتشنجة الأطراف وكأنه تم تخديري لدخول إلى عملية جراحية.
لا أعرف كيف اجتزت ذلك المتر بين غرفتي وغرفة أخواتي، لكن عندما رأيتها ذرفت دموعي كشلال أو مطر غزير، قتلوا دميتي وأنا في الثامنة من عمري، لم أعرف ماذا أفعل حينها، خذلتني يدي فحاولت أن ألملم اغراضي لكن ذهبت ولم تبقى سوى الذكريات الخائفة العاجزة، نظرت إلى مكتبي المليء بحكايات وقصص، كل التفاصيل الصغيرة في تلك الغرفة قد قتلت، الطفولة الجميلة والدقائق المليئة بالفرح، تحولت إلى مجرد ركام متشبع بروائح الموت.
كل طبقات الرماد أصبحت مداد قلمي لعله يستطيع، خرجت من غرفتي مخلفة جماجم الدمار متربعة بين الذكريات المقتولة.
بقلم مرح قنديل-14 عام
بنات غزة الإعدادية