الساعة 5:30 فجرا، دوت صفارات الإنذار جنوب من تل ابيب، عندما انطلق صاروخين من قطاع غزة وسقطا على منزل في هشارون، أديا لإصابة 7 بينها إصابة واحدة متوسطة و6 إصابات طفيفة.
التقديرات العسكرية الاسرائيلبة حسبما نقلت القناة ١٣ العبرية فأن الصاروخ الذي أصاب المنزل من طراز J80 وهو صاروخ تمتلكه حماس فقط.
مكتب رئيس حكومة الاحتلال قال انه تم إطلاع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، واجري مشاورات عبر الهاتف مع رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، وقرر تقصير زيارته لواشنطن ، والعودة إلى الكيان بعد لقاء ترامب مباشرة.
باب المزايدات
سقوط الصاروخين فتح باب المزايدات في الساحة الإسرائيلية، حيث قال رئيس حزب كاحول - لافان بيني غانتس، إن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، خسر وجعل الإسرائيليين رهينة بيد حماس في موقف غير مسبوق ولم يمكن تصوره.
وأضاف "غانتس"، هذا إفلاس أمني منيت به إسرائيل أما حماس، ويجب على نتنياهو أن يعود فورا لإسرائيل لمواجهة هذا التصعيد الخطير
وتابع، "بالأمس القريب كان سكان الجنوب يتلقون الصواريخ والآن في تل أبيب وهشارون، هل يجب أن يرتاح نتنياهو في حال أعلنت حماس أنه بالخطأ، يجب التركيز على الملف الأمني واستعادة الردع.
اما اتحاد الأحزاب اليمينية فقد أكد انه لقد حان الوقت لوقف الأعذار ، ما جرى ليس خطأ وليس بسبب البرق ، والرد المتناسب وحده الذي سيعيد الأمن والشرف لإسرائيل
وفي ذات السياق قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية اللواء (احتياط) عاموس يادلين أن المواجهة مع حماس أمر لا مفر منه، أي طرف يدخل في حملة ابتزاز سوف يصل به المطاف إلى أسوأ الظروف، ويجب أن يتولى رئيس الوزراء بنفسه دور وزير الدفاع ومطلوب منه العودة إلى "إسرائيل" فورا وإجراء مناقشة جادة للغاية.
ماذا بعد ؟
وفي قراءة لما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية عقب التطورات المتسارعة توقع الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا أن الأوضاع ذاهبة لتوتر جديد، بغض النظر اذا ما كان أطلق الصاروخ بالخطأ بسبب ظروف الطقس المتوقعه، لكن أصاب اكثر من هدف منها ما هو في نفس يعقوب، لاسيما أن الاحتلال عزز الظروف الليلة الماضية باقتحامه لسحن النقب والاعتداء على الاسرى.
وتوقع القرا أن يشهد القطاع جولة من التصعيد تنتهي سريعًا لكن ترسي لقواعد جديدة.
أما المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر فقد قال : صاروخ غزة إلى تل أبيب متعدد الرؤوس والأهداف: سياسيا وعسكريا؛ أهمها: أسرانا في معتقل النقب لستم وحدكم.. وأننا لن نعاني وحدنا؛ ولن نعيش رهائن الانتخابات الإسرائيلية، المهم أن غزة قصفت تل أبيب؛ وتم توسيع غلاف مستوطنات عزة ليشمل عاصمة الكيان المحتل.
ويعتقد المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن نتنياهو سيكون أحمق في حال اقدم على تصعيد لأن الوضع متوتر في غزة والضفة والسجون، لأنه يعلم حينها أن الأنتخابات لن تجري في موعدها لو أقدم على مغامرة، ولن تهب غزة في وجهه هذه المرة، بل ستهب كل الجبهات، وربنا تنهار دول في المنطقة اثر ذلك، لان الربيع العربي مرة أخرى يطل برأسه في الجزائر والسودان، وينتظر ساعة الصفر في مناطق أخرى.
نتنياهو محفز للرد كما يقول بشارات لكن بالمقابل، غريزة البقاء تنازعه اكثر، وهي اكثر تأثيراً هذه المرة من سابقاتها، فالوضع لا يشبه عام 2014، وهذه المرة ان دخل في مغامرة لن يخرج، هو يعلم ذلك ، وايضاً جيشه يعلم ذلك.
ويضيف (جيشه يريد المفاجأة ، وهو عنصر غير متوفر جداً اليوم في غزة ، ولا حتى في لبنان، وايضاً غير متوفر في الضفة، ونتنياهو يدرك كل ما سبق، ويعلم أن الأمور لا تقدر بصاروخ ، لكن تقدر بمقر اقامته ببلفور .
بالمقال رأى الدكتور صالح النعامي انه بغض النظر عن هوية الجهة المسؤولة عن إطلاق الصاروخ ، فأن هذا يعد خطأ كبير ستترتب عليه تداعيات كبيرة، سيما بعد انجاز الانتخابات الصهيونية.
وقال: "بمعزل عن أهداف القصف (إن كان تم بشكل مقصود)، فأنها بدت وكأنها تدخل غير مباشر في الانتخابات الإسرائيلية، على اعتبار أنها ستمس بفرص نتنياهو وتعزز فرص غانتس"..
ويعتقد النعامي هذا السلوك لن يسهم في إرغام إسرائيل على إبداء أي مرونة في كل ما يتعلق بالحصار، بل على العكس هذا سيزيد من حجم ملف غزة وسيجعلها في بؤرة الوعي الصهيوني، بحيث تتجه تل أبيب إلى حسم الملف بعد الانتخابات عسكريا، ما لم تحدث أمور درامتيكية في الضفة الغربية أو الإقليم.