لم تكن حربا، ولم يكن هناك، مواجهة، بل تخطيط مشترك بين الجانبين، الأول يريد الفوز في الانتخابات والثاني يريد وقف الاحتجاج في غزة.
بحسب المعلومات، قام السنوار بالاتصال بنتياهو، قائلا له "بيبي، نحتاج لبعضنا، سنضرب تل أبيب، وسنجرح لكم بعضا من مستوطنيكم، ثم سنضرب 50 قذيفة باتجاهكم" .. رد نتنياهو "ونحن سنضرب، مقراتكم وبلغلي الشباب في الجهاد بالموضوع".
هذا الحوار يحاول السحيجة صناعته واقناع للجمهور الفلسطيني به، كونهم يسقطون ما لديهم، من وهن على كل فعل مقاوم، يعيد الأمل للناس.
أصحاب العقول المتعبة من العبودية، ترى الكرامة ذل، والصمود جنون، والطهر مجازفة وتهور.
ما صنعته المقاومة خلال الساعات الماضية كانت آثاره على النحو الاتي:
أولا: أصبحت تل أبيب هدف المقاومة في الحد الأدنى من التصعيد، هذه المدينة التي لم تقصف سوى من المقاومة الفلسطينية الاسلامية تحديدا، أي أن مجموع الأنظمة كلها لم تصل الى هذا المستوى.
ثانيا: بأمر من الضيف فتح 18 تجمع بحجم مدينة الملاجئ في الكيان، واستنفرت كل الوحدات الاحتلالية والأمنية الصهيونية.
ثالثا: تحول مفهوم الأمن الشخصي مادة الاحتقان الشخصي للاحتلال والمزاودة بين أركان الاحتلال نفسه.
رابعا: وضعت المقاومة نفسها ندا للاحتلال، الذي لا يرى من سبيل للتخلص منها، وحسابات المواجهة معها بات أكثر صعوبة من المواجهة مع دول.
خامسا: المقاومة سجلت حالة النصرة للملفات كلها، القدس والأسرى، وباتت الممثل للحالة الفلسطينية بشكل واضح، أي أنها تمكنت من الخروج من الملفات الغزية.
سادسا: أصبح لقب نتنياهو في الاعلام الصهيوني الجبان من غزة، وتركيبة الحكم فشلة أمام المقاومة.
سابعا: استراتيجيا لم يبق للشعب الفلسطيني سوى غزة لخلق حالة ترفع الملف الفلسطيني الى الواجهة العالمية، وهذا ما حصل خلال الساعات الماضية.
ثامنا: لم يعد بين العرب والمسلمين والعالم من يستطيع الرد الفعلي على السياسات الأمريكية والصهيونية سوى المقاومة في غزة.
هذا البعض القليل من الفضل فيما فعلته المقاومة، يكفي المقاومة فخرا، بأنها الكاشفة عن اللحدية الجديدة التي باتت تربط نفسها في الاحتلال، وباتت ترى وجود الاحتلال حفاظا على مصالحها لذلك تتهم المقاومة.
مقاومة غزة سادتي ليست ملكا لحماس، كونها الجيش الفلسطيني المدافع عن الكل الفلسطيني التهوين والاتهام لها خيانة وعهر يمارسه بعض المرتزفة أو المغرر بهم، لحسابات الراتب والحياة والمكتسبات الهابطة.