تواجه القضية الفلسطينية هذه الأيام تحديات كبيرة تستهدف الإنسان الفلسطيني والأرض والقرار الفلسطيني، وسط مواصلة الكيان الصهيوني جرائم القتل والاعتقال والتعذيب ومواصلة سياسات التهويد السرقة لأرضنا الفلسطينية، بالموازاة مع المخططات والمؤامرات الأمريكية وعلى رأسها صفقة القرن التي تستهدف إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية ..
إن إدارة ( ترامب ) تعمل قلب وقالبا مع الكيان الصهيوني وتحقق له الأمنيات في السيطرة الكاملة على أرضنا الفلسطينية ودعم جرائم الكيان بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وفي كل عام ومع ذكرى يوم الأرض وذكرى النكبة تخرج علينا الإدارة الأمريكية بمؤامرات جديدة وخطط استيطانية تستهدف بسط السيطرة الصهيونية على أرضنا الفلسطينية، والأرقام والإحصائيات عن الاستيطان في أرضنا مخيفة ..
لقد أبدع الفلسطينيين في المقاومة الشعبية السلمية عبر عام متواصل من مسيرات العودة على الحدود الشرقية وتوجها بمليونية الأرض، هذه المسيرات التي وحدت الكل الفلسطيني، وقد وحدت القرار الفلسطيني نحو الأرض والمقدسات، وعملت هذه المسيرات على نبذ الخلافات الداخلية والمضي في مشروعنا لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني.
لقد أصبحت مسيرات العودة جزاء أسياسيا في حياة أبناء شعبا الفلسطيني وهي تتواصل في كافة مناطق الوطن، بل قدمت نموذجا رائعا في المقاومة الشعبية وتحدي جبروت الاحتلال الوقوف في وجه مخططات تهويد الأرض والمقدسات، لقد شكلت مسيرات العودة رمزا ثوريا ونضاليا وميدان لتربية الأجيال الجديدة على حب الأرض وزرعت في نفوسهم العزيمة والإصرار على تحرير أرضنا من المحتلين الصهاينة .
لم يعجب الصهاينة والأمريكان النجاح والإنجاز الذي حققته مسيرات العودة، خاصة ما حققته على الصعيد الدولي والأممي التي مست صورة الكيان في المجتمع الدولي وهو يقتل الأطفال والسلميين المشاركين في المسيرات، لذا فهو يعمل على تشديد الحصار على الضفة والقطاع واستمرار بناء تهويد القدس وبناء الكتل الاستيطانية واستمرار مخططات فضل الضفة الغربية عن قطاع غزة بهدف المضي في تنفيذ مخططات صفقة القرن.
إن الإدارة الأمريكية تجهز لنا في ذكرى نكبة فلسطين الحادية والسبعين الإعلان الرسمي عن صفقة القرن الأمريكية وحسب ما كشفته المصادر الإعلامية العربية فإن بعض المسؤولين الأمريكيين المقربين من إدارة ترامب أبلغت شخصيات عربية وخليجي بموعد الإعلان عن الصفقة والذي قد يتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين على غرار القرار الأمريكي نقل السفارة الأمريكية للقدس، ويبدو أن الإدارة الأمريكية أنهت كل ما يلزم لطرح صفقتها السياسية المنتظرة، وحصلت كذلك على التمويل المالي لضمان تنفيذ بنود الصفقة.
إن صفقة القرن تمثل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية ونحن في الذكرى الحادية والسبعين للنكبة والخطر الأكبر يتمثل في العمل على إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة وحرمان اللاجئين من العودة إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها عام 1948م، كما أن الصفقة تتنصل لكافة المواثيق والقرارات الأممية التي تدعم حق شعبنا الفلسطيني في العودة إلى أرضه.
يجب أن على أمتنا العربية التحرك الفعلي أمام السياسات الأمريكية والصهيونية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتستهدف تغيير الخارطة السياسية للمنطقة وفرض وقائع جديدة، والعمل على تشكيل لوبي عربي ضاغط لمواجهة هذه السياسات والمخططات الخطيرة على قضيتنا الفلسطينية.
يجب على السياسيين والدبلوماسيين العرب التحرك من أجل فضح هذه المخططات والوقوف في وجهها في المحافل والهيئات الأممية، ولابد بذل الجهود في التواصل مع الدول الأوربية والصديقة لشعبنا الفلسطيني من أجل مواجهة مخاطر صفقة ترامب ووقف الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطينية وأرضنا الطاهرة.