قال مستشرق إسرائيلي إن "سلطنة عمان تواصل جهودها لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد تجلى ذلك في آخر تصريحات وزير خارجيتها، يوسف بن علوي، حين طالب العرب بإطلاق مبادرات تطمئن "إسرائيل" على وجودها، ما شكل ثورة فكرية، لكنها لم تحد صدى في إسرائيل، ربما لأن الانتخابات وضعتها في الزاوية، مع أن تصريحاته التي أدلى بها في منتدى دافوس ليس لها شعبية في العالم العربي".
وأضاف جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، بمقاله في صحيفة معاريف، أن "بن علوي ابن الـ73 عاما يعدّ النموذج العربي الذي تسعى إسرائيل لرؤيته دائما، ليس لأن أقواله مريحة لمسامعها، ولكن لأن الطريق التي وصلت من خلالها محببة إليها".
وأوضح أن "بن علوي يشغل منصب وزير الخارجية في سلطنة عمان منذ 22 عاما، وفي السنوات الأخيرة زار إسرائيل عدة مرات، بعضها علنية، والتقى مع زعماء إسرائيليين وصناع قرار، تعرف من خلالهم إلى مركبات الصراع، كما تراها إسرائيل ذاتها".
وأشار خوجي، محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أنه "ليس غريبا أن يصدر بن علوي تصريحات في السنوات الماضية محببة إلى إسرائيل، وهو بعكس أشقائه في دول الخليج العربي الذين يدركون أهمية وجدوى التواصل مع تل أبيب، لكنهم لا يخاطبون جذور العقيدة الإسرائيلية، في حين أدرك بن علوي الأساس النفسي الذي أقيمت على أساسه دولة اليهود".
وأكد أن "بن علوي عرف أن أساس قيام إسرائيل يعود إلى المحرقة النازية، والخشية القومية لليهود من تكرار سيناريو الإبادة، لذلك فهم يتسلحون، ويسعون إلى التميز، وتظهر أفعالهم كما لو كانت عدوانية وقوية، من خلال صورة الجندي على الحاجز العسكري، والضابط في المعركة، والمستوى السياسي في لحظات الطوارئ، كلهم يشتركون في الشعور ذاته من القلق الوجودي، خشية أن يهجم عليهم الأغيار".
وأوضح أن "بن علوي يطالب العرب بأن يأخذوا دورا لهم في حل الصراع من خلال دعوته لمعانقة إسرائيل، لكن الغريب أن تصريحه اللافت هذا لم يقابل بنقاش عربي ولا إسرائيلي، ولم تتبعه ردود فعل عربية عاصفة، كما كان في سنوات سابقة".
وأضاف أن "حماس من جهتها غضبت من تصريحات بن علوي، واعتبرت أنه يقدم تطبيعا مجانيا مع تل أبيب، وطالبته بإصدار مواقف شجاعة تدعم حق الشعب الفلسطيني بالاستقلال، وكذلك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي رد عليه غاضبا".
وأشار إلى أن "الكاتب الفلسطيني محمد عايش كتب منتقدا سياسة التقارب العربي تجاه إسرائيل، دون ذكر الوزير العماني، واعتبر تصريحاته محاولة لإجراء تغييرات في الفكر والأيديولوجيا؛ لإيجاد جيل عربي يرى في إسرائيل صديقة، في حين يعتبر إيران وتركيا أعداء".
وختم بالقول إنه "في يوم من الأيام لو حصل سلام شرق أوسطي جديد، فإن بن علوي سيكون له أفضلية بأن يتم إفراد صفحات طويلة له من كتب التاريخ، وربما فصلا كاملا خاصا به".