"الاوكازيونات".. تخفيضات أم ضحك " على اللحى"

خبير اقتصادي: الإقبال عليها أضعف من الماضي

الرسالة نت – عبد الحميد حمدونة

تزامنا مع انتهاء شهر رمضان المبارك وقرب عيد الفطر السعيد، يبدأ تجار قطاع غزة بتدشين الاوكازيون الموسمي حيث تُفتتح حوالي 200 "بسطة" تبيع شتى المستلزمات المنزلية والملابس والأحذية والحلويات.

وسط توقعات بانخفاض الإقبال الجماهيري على الشراء، توقُع خبراء اقتصاديون أن يؤثر تزامن حلول شهر رمضان وعيد الفطر السعيد وموسم المدارس في آن واحد على نوعية المشتريات وضعف الإقبال عليها.

مواطنو غزة أبدوا استيائهم من أصحاب المحال التجارية التي تملك بسطة في الاوكازيون ومحلا في السوق الرسمي، وأوضح المواطن أبو إسلام "52 عاما" أن البائعين يقومون باحتكار الاوكازيون لمصلحتهم وبأسعار متباينة، وفي هذا الصدد يقول أبو إسلام :" عند قدومي " للبسطة" لشراء ملابس لأولادي ولا أجد المقاس المناسب عنده، يخبرني صاحبها بالذهاب إلى ذاك المحال والذي تتبع له البسطة"، مستهجنا الفرق في الأسعار بين البسطة والمحل لنفس البضاعة والتي تصل إلى (10 – 20) شيكل.

وعن حركة البيع في الاوكازيونات أوضح الخبير الاقتصادي عمر شعبان بأنها أقل من المعتاد بالنسبة للمواسم الماضية، عازيا ذلك إلى حلول شهر رمضان والعيد والمدارس في آن واحد.

وقال شعبان :" الأسرة الفلسطينية تفضل شراء السلع الغذائية والألعاب للاستمتاع بالعيد أكثر من شراء مستلزمات الدراسة من قرطاسية وكتب لموسم المدارس".

وأضاف : هامش الربح في البسطات أقل من ربح المحلات الرسمية"، لأن تكلفتها أقل من تكاليف المحال الرسمية نظراً لعدم وجود ضرائب عليها، لافتا إلى أن " البسطات" تعمل على تحريك السوق من خلال حملات تخفيض الأسعار وحركة الشراء التي تتحرك في حال نصب الاوكازيون.

ودعا شعبان المؤسسات الخيرية إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار من أجل تخفيف الحصار، وزيادة برامج المساعدات الإنسانية التي تقدم للشعب الغزي.

ومن الواضح أن الكثير من المواطنين يجوبون الاوكازيون بحثا عن قضاء بعض الأوقات الترفيهية لا بقصد الشراء لأسباب مختلفة، وفي هذا السياق بقول المواطن أبو البراء (27 عاما):" لا نملك مالاً كافياً لشراء  متطلباتنا ، وما تشاهدنا فيه من تجول بين "البسطات" ما هو إلا ملل وضنك في الحياة نحاول مماشاته بأي شكل من الأشكال".

المرأة الأربعينية أم محمود لم يجذب أعينها أي قطعة قماش من تلك المعروضة على جوانب الطريق، عازية ذلك إلى أنها "بضاعة صينية".

أما الـمواطن مهيب"54 عاما"، الذي يبيع "الكبدة" على عربة ’كارو’ في الاوكازيون، فيتعمد عدم اصطحاب أبنائه إلى الـمحال التجارية حتى لا يشاهدوا الأشكال الـمختلفة والـمتنوعة للملابس والحلويات.

وقال مهيب :"ما يجبرني على فعل ذلك هو محدودية الدخل ورعايتي لـ"سبعة" أطفال، وجميعهم يحتاج لشراء ملابس جديدة وأنا غير قادر على تلبية جميع طلباتهم".

وأوضح أنه كشخص كبير ينبهر بالأنواع الـمختلفة لـ"الشوكولاتة" ، خاصة الفاخرة التي تغطي مناطق واسعة من الاوكازيون، التي تصل سعر القطعة منها إلى نحو عشرة شواكل.

ومع ارتفاع الأسعار أو انخفاضها لا يبقي أمام المواطن الغزي سوي خيارات محدودة، تجبره على شراء المستلزمات الضرورية لأطفاله، بسبب قلة  الموارد المالية الناتجة عن الحصار الظالم المتواصل.

البث المباشر