الاحتلال يهدم بيت أبو ليلى ووالدته: لا أعرف إلا الصبر

الاحتلال يهدم بيت أبو ليلى ووالدته: لا أعرف إلا الصبر
الاحتلال يهدم بيت أبو ليلى ووالدته: لا أعرف إلا الصبر

الرسالة نت - رشا فرحات

الاحتلال يهدم بيت أبو ليلى ووالدته: لا أعرف إلا الصبر

الرسالة نت - رشا فرحات

في ساعات الفجر الأولى، وقبل أن تشق الشمس طريقها نحو السماء، في هدوء الجو البارد، وبعد أن فرت عصافير الصباح من المكان، تسللت جرافات ومعدات عسكرية (إسرائيلية)، كعادتها خلسة إلى بلدة الزاوية غرب سلفيت.

جرافات تسعى لتطبق آخر مراحل الانتقام كما اعتدنا، تقتل الابن وتعتقل العائلة، ثم تهدم البيت، وكأنها بذلك تحاول أن تطمس كل معالم القضية ثم تقتل الذكرى، بمحاولات بائسة لا تعني سوى مزيد من الوحشية التي يظهرها الاحتلال أمام العالم.

أمس الأربعاء أقدمت قوات الاحتلال على اختراق حواجز الهدوء والصمت في قرية الزاوية وأخرجت كل عائلة الشهد عمر أبو ليلى من منزل العائلة، والدته وجدته جلوس على حافة الرصيف، بكل عنفوان المعتاد على الصبر، ووالده يذرف دمعا يخاله الناظر إليه ضعفا، ولكنه دمع الحنين والحسرة على ضياع الابن والبيت، بينما يزرع الاحتلال عبوات ناسفة في غرف المنزل الذي يحمل ذكريات عمر الأخيرة، وجدته تردد بكل ما أوتيت من قوة:" الله يرضى عليه، الله يرضى عليه" حتى أنك تظن أنها كررتها أكثر من عشرين مرة قهرا ووجعا، وصبرا أيضا.

أهالي البلدة اجتمعوا ليبدأوا مواجهاتهم مع الاحتلال، الذي تسلل خارجا كما دخل، بعد أن تحول البيت العتيق إلى ركام وحجارة منثورة على أطراف الشارع.

 وفي ذلك الموقف قال رئيس بلدية الزاوية نعيم شقير، إن "جيش الاحتلال قام بهدم منزل عائلة الشهيد عمر ولكنه لن يستطيع هدم معنوياتهم ومعنويات الشعب الفلسطيني أمام جرائم الاحتلال المستمرة".

وأضاف شقير أن بلدية سلفيت ستتكفل ببناء منزل لعائلة الشهيد أبو ليلى بالتعاون مع مختلف المؤسسات، وسيتم مباشرة العمل منذ صباح اليوم، من أجل البدء بأعمال البناء.

وأبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي عائلة الشهيد عمر أبو ليلى بقرار هدم المنزل في مارس (آذار) الماضي، بعد تنفيذ الشهيد لعملية طعن أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة آخرين بجروح قرب مستوطنة "أرئيل".

والدة الشهيد عمر ابو ليلى ظهرت أمام شاشات المصورين أكثر ثباتا وقوة وقالت للصحافيين: "أي والدة شهيد ما بتعرف غير الصبر، ورسالتي للاحتلال: "البيت ما بهمنا وفشرت عينكم وهلقيت بروح بجيب "باكر" بكمل على البيت".

وكان الاحتلال قد اعتقل مسبقا والد الشهيد أمين أبو ليلى الذي فوجئ بإبلاغه أن عمر هو منفذ عملية سلفيت. وقال للمحققين الإسرائيليين إن ابنه ليس منتميا لأي فصيل فلسطيني، وغير ناشط سياسيا، لكنهم قالوا له إن عمر أصبح "رامبو".

ولعل ما يفعله الاحتلال من اعتقال لأقارب الشهيد ثم تفجير بيته بهذه الصورة لهو انعكاس لما تشعر به منظومة المحتل ومخابراته التي كانت تعتقد أنها امتلكت كافة وسائل السيطرة الأمنية حتى أتت عملية عمر أبو ليلة على يد شاب لم يتجاوز الثانية والعشرين لتهدم هذه المنظومة.

واعتبر الاحتلال عملية عمر أبو ليلة الأكثر خطورة وقوة منذ عملية أشرف نعالوه التي أدت إلى مقتل (إسرائيليين) أيضا وكانت قرب سلفيت.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من تقارير

البث المباشر