قال مستشرق إسرائيلي إن "إسرائيل ماضية في حملات التطبيع مع الدول العربية رغم قرارات الجامعة العربية والمعارضة الفلسطينية، بدليل أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت استضافة إسرائيل في معرض إكسبو 2020، ما يشير إلى أن دول الخليج العربي لا تخشى ردود الفعل العربية المعارضة للتطبيع، وتسير في هذه العملية بخطى وئيدة؛ تمهيدا لإعلان صفقة القرن الخاصة بالرئيس دونالد ترامب".
وأضاف يوني بن مناحيم، الخبير بالشؤون العربية في مقاله بالمعهد المقدسي للشؤون العامة أن "خبر موافقة الإمارات على استضافة إسرائيل انتشر كالنار في الهشيم مع اقتراب إعلان الصفقة، وستعرض إسرائيل في معرض اكسبو اختراعاتها في المياه والطب والتكنولوجيا والعلوم، وتقف السلطة الفلسطينية وحماس ضد التقارب بين الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، التي أعلنت مشاركتها في المعرض، وتفاخرت بذلك".
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن أن مشاركة إسرائيل في المعرض تمثل خطوة إضافية على صعيد زيادة الدور الإسرائيلي في المنطقة والعالم".
وأشار إلى أن "الأشهر الأخيرة شهدت عملية تطبيع خفية بين إسرائيل والدول الخليجية، في حين أن التطبيع العلني سيكون مصاحبا لإعلان صفقة القرن، وبدأت إسرائيل تشارك علنا في فعاليات رياضية وثقافية وفنية في دول عربية مثل الإمارات وقطر وعمان والبحرين، وهنا يحظر نسيان الزيارة الرسمية لنتنياهو لسلطنة عمان، فيما بقيت السعودية الدولة الوحيدة التي ترفض استقبال وفود إسرائيلية بصورة علنية".
وأضاف أن "العالم العربي يعلم أن خلف الكواليس تحصل اتصالات سياسية وأمنية وثيقة بين إسرائيل والقصر الملكي في الرياض، وستخرج إلى النور في اللحظة المناسبة للسعودية، لأنها تبدي حساسية مبالغ بها تجاه موضوع التطبيع مع إسرائيل".
وأكد أن "دولة الإمارات لا تبدي حساسية من الانتقادات الفلسطينية ضد تطبيعها مع إسرائيل، خاصة مشاركتها القادمة في معرض أكسبو، حيث شهد شهر آذار/ مارس دعوة أنور عشقي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدول العربية لانفتاح أكثر على إسرائيل، لأن ذلك من شأنه التقدم بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأوضح أن "بعض الدول العربية ترى أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ليس مرهونا بتقدم السلام مع الفلسطينيين، لأنه ليس لديها صراعات مع أي دولة عربية، بل تربطها اتفاقات سلام بمصر والأردن، فيما تبدي دولة الإمارات وغيرها تجاهلا لقرارات الجامعة العربية بمنع التطبيع، وهي تعتقد أن تقاربها من إسرائيل والولايات المتحدة أهم لديها من تلك القرارات، لأنها تحميها من التهديدات المحدقة من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية".
وختمت بالقول إن "دولة الإمارات العربية عارضت الموقف الفلسطيني خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة أواسط نيسان/ أبريل، حين دعت علانية للتطبيع مع إسرائيل، وتعتقد السلطة الفلسطينية أن أبو ظبي حصلت على ضوء أخضر من الرياض لإصدار هذا الموقف؛ لإرضاء ترامب، والتحضير لإعلان صفقته، وفيها ستصبح إسرائيل دولة صديقة للعرب لمواجهة الخطر الإيراني".