يشارك آلاف الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، اليوم الخميس، في مسيرة العودة الـ22 التي تنظمها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في كل عام، تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، حيث تختار الجمعية كل عام بلداً مهجراً من القرى الفلسطينية في الداخل، التي تمّ تهجير أهلها خلال حرب النكبة، وتقوم بتنظيم جولة إلى القرية، للتأكيد على حق العودة، وعلى عدم التنازل عن هذا الحق.
ويُقدر عدد المهجرين في الداخل الفلسطيني بنحو 350 ألف فلسطيني، يعيشون داخل الوطن في المدن والبلدات العربية، بعدما تمّ تهجيرهم من قراهم ومُنعوا من العودة إليها، حتى في الحالات التي أصدرت قرارات من المحكمة الإسرائيلية العليا لإعادتهم إلى أراضيهم وبلداتهم، كما في حالة إقرث وكفر برعم والجملة، لكن حكومات الاحتلال رفضت تطبيق القرارات القضائية، وقامت بقصف وهدم هذه القرى وما تبقى منها، ثم قامت بوضع يدها على الأراضي والممتلكات بعد تشريع قانون خاص يُعرف بقانون أملاك الغائبين، وتعيين وصيّ على أملاك الغائبين، كانت مهمته الرئيسية في الواقع تهريب هذه الأملاك والأراضي وإعدادها لإقامة المستوطنات اليهودية بشتى أشكالها، من بلدات ومدن سكنية، وحتى قرى تعاونية وزراعية مختلفة.
ودعت جمعية الدفاع عن المهجرين هذا العام إلى المشاركة الواسعة في مسيرة العودة إلى قرية خبيزة، الواقعة على جبال الروحة في الداخل الفلسطيني، وتبعد نحو 16 كيلومتراً عن أم الفحم و7 كيلومترات عن قرية كفر قرع. وسميت بهذا الاسم لكثرة نبات الخبيزة فيها. وكان تعداد سكانها يقدّر بنحو 350 نسمة عند تهجيرها. وكانت عصابات الإيتسل قد هاجمت القرية وقامت بتهجير أهلها خلال حرب النكبة، في الخامس من ديسمبر/كانون الأول من عام 1948، مع أهل قرى السنديانية وأم الشوف وصبارين وبريكة. وقد لجأ أهل القرية بعد تهجيرهم إلى أم الفح وقسم منهم إلى قرى في الضفة الغربية.
وأصدرت الجمعية بياناً دعت فيه المشاركين في المسيرة إلى المشاركة والوصول إلى موقع القرية عبر الحافلات المنظمة، وإطلاق المسيرة التقليدية في الثانية عشرة والنصف ظهراً، لتفادي الازدحامات. كما دعت إلى التخلي عن كل المظاهر الفئوية والحزبية، والالتزام بتعليمات وإرشادات منظمي المسيرة.
وقال بيان جمعية المهجرين في الداخل الفلسطيني: "71 عاماً مرت على نكبة شعبنا الفلسطيني، وملايين اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون مشتتين في مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات، محرومين من ممارسة حقهم الطبيعي في العودة والعيش على أراضيهم وفي قراهم ومدنهم. وبين عام وآخر، تتعرّض قضية اللاجئين إلى محاولات شتّى لشطبها من الوجود، سواءً من خلال اشتراط إسرائيل التخلي عنها في المفاوضات العقيمة، أو الإمعان في محاولات توطين اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها، والتنكّر لحقوقهم التي أقرّها القانون الدولي، في وقت تواصل فيه إسرائيل مخططاتها الإجرامية لشطب قُرانا ومدننا المهجّرة من الخارطة والاستيلاء على أراضيها ومحاولة طمس هويتنا القومية وتشويه ذاكرتنا الجماعية".
وأضاف البيان: "بعد قيام العصابات الصهيونية باحتلال قرانا ومدننا وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني إثر ارتكاب مجازر تقشعر لها الأبدان، وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة، ومصادرة أملاكنا وأراضينا، لم تتوقف إسرائيل منذ قيامها عن التخطيط لتدمير عشرات القرى العربية غير المعترف بها، وبشكل خاص في النقب، ومصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، وهدم البيوت، وترحيل المواطنين، وتجميعهم في جيتوات ليتسنّى لها بناء المستوطنات والمدن اليهودية على حساب حقوق وممتلكات أهلنا".