في الضفة.. بأي حال عدت يا عيدُ !

الضفة المحتلة-مراسلتنا

" أريد أن يعود أبي من سجون السلطة حتى يمضي العيد معنا، هو دائما يمضيه معنا لماذا يحرمونني منه".. هكذا تحولت الأماني والأحلام على أرض الضفة، بل زاد المكلومون أمنية أخرى بأن يزيح عنهم قهراً جديداً إلى جانب القهر الذي يتجرعونه على يد الاحتلال الصهيوني، وباتت سلطة فتح في زاوية معتمة مع احتلال هو سيدها وآمرها.

فتعيش الضفة المحتلة أجواء العيد بفرحة منقوصة جراء تطاول الأيدي على أهاليها وممتلكاتهم من قبل احتلالين مسلّطيْن على أرضها، فلا تكاد الابتسامة تعود بعد اعتداءٍ للاحتلال حتى تسرقها سلطة فتح باعتداء آخر، وليس أدل على ذلك إلا كلمات الطفل حمزة (ثمانية أعوام) الذي اختُطف والده قبل عدة أشهر على يد جهاز المخابرات في مدينة نابلس.

" أبي كان يسعدنا كثيراً في العيد، وكان يصحبنا إلى صلاة العيد في المساجد ويصلي معنا التراويح طيلة شهر رمضان المبارك، ولكن السلطة حرمتنا كل ذلك، أريد أن يعود لتعود الفرحة إلينا".

دون مبرر

وبات أبناء الضفة المحتلة يعيشون احتلالين ينغصان عليهم كل الأجواء السعيدة سواء في رمضان المبارك أو في عيد الفطر أو أي مناسبة أخرى، وأمست السلطة شريكاً للصهاينة في إيذاء الآمنين تقتحم بيوتهم وترعب أطفالهم وتهين نساءهم، فخلال ثلاثة أيام وصل عدد المعتقلين لديها إلى أكثر من سبعمئة لم يرتكبوا جرماً سوى أنهم إسلاميو الفكر والنهج.

وتكثر حملات الاعتقال والاستدعاء على يد أجهزة فتح دون أي مبرر، بينما تُنغص فرحة العيد على مسلمي الضفة ليس من قبل احتلال جائر وإنما على يد من يزعمون الهوية الفلسطينية، وفي أول أيام عيد الفطر السعيد تبادل أهالي الضفة عبارات التنديد بممارسات أجهزة السلطة التي برعت في الاعتقالات والاستدعاءات في الوقت الذي لم ينفذ فيه الجيش الصهيوني أي عملية اعتقال.

وفي أجواء العيد السعيد تُقلب الآلام على عائلاتٍ غُيب عنها الأب أو الزوج أو الابن داخل أقبية التحقيق الفتحاوية، فبعد أن غابوا عن موائد الإفطار والسحور وصلوات التراويح مع عائلاتهم، تمعن سلطة فتح الظلم بحقهم وتحرمهم من قضاء العيد مع أطفالهم وذويهم.. بل يزيد القهر إلى درجات أعلى كما توضح النائب في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة.

" هناك شكاوٍ كثيرة تصلني من أمهات وزوجات، حيث أن بعض زوجات المختطفين وضعن أطفالهن في ظروف قاسية وبعضهن لم تجد نقوداً كي يتم نقلها إلى المشفى وهذه حالات كثيرة حدثت دون أن يلتفت أحد لهن"

وطيلة شهر الرحمة لم تلامس الرحمة قلوب عناصر أجهزة فتح إن كانوا يمتلكونها، فبرعوا في اعتقال الصائمين من الأطفال والشبان والشيوخ، واستدعوا الصائمات من زوجات الأسرى والشهداء، وأبقوا على إغلاق الجمعيات الخيرية التي كانت تتميز في رمضان بخدمة شريحة فقيرة واسعة من أهالي الضفة.

وتضيف النائب الحلايقة:" عندما يتم اعتقال الفلسطيني على أيد صهيونية فهذا غير مستغرب لأنه عدونا، أما أن يتم اعتقاله على أيد فلسطينية فهذا أمر مستهجن وسيء ويدل على الخيانة العظمى ويترك أثراً نفسيا لدى المختطف لأن السجان فلسطيني ويدعي الوطنية".

حتى المساجد

ورغم أن أقدس المساجد في فلسطين ممنوع على أبناء هذه الأرض من قبل احتلال صهيوني حاقد يمنع أهالي الضفة والقطاع من دخول الأقصى ويقيد الحركة على المقدسيين وفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، إلا أن سلطة فتح شرعت في إصدار قراراتها الجائرة بحق بيوت الله في جميع مدن وقرى الضفة، فأغلقت معظمها واعتقلت روادها ومنعت إكمال بناء الكثير منها وخفضت صوت الآذان مراعاة لمشاعر المغتصبين وقتلت أجواء رمضان بهمجيتها، حتى تحولت إلى سلطة موالية للاحتلال تكاد تكون أكثر وحشية منه.

وهو الحال في الضفة منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام، تئن مساجدها تحت احتلال غادر يخطط لهدمها، وسلطة موالية له تحارب مآذنها، ويعيش أبناؤها فسحة حياة وحيدة بين اعتقالين.. إما في النقب ومجدو وعسقلان، أو الجنيد وأريحا وبيتونيا.

 

البث المباشر