قائد الطوفان قائد الطوفان

أهالي الضفة: بأي حال عدت يا عيد

الضفة الغربية – الرسالة نت

"بأي حال عدت يا عيد".. لسان حال أهالي الضفة عشيَّة عيد الأضحى المبارك، وكأنهم يقولون ليتك لم تأت يا عيد ونحن نندب حالنا وحال أبنائنا المغيبين والمعذبين في سجون السلطة، أتيت لتقلِّب علينا مواجع وجروح لم تندمل ولن تشفى إلا بعودة من نحب لأحضاننا، وبرجوع الحق لأصحابه.

فحال الضفة اليوم أشبه بسجن كبير يتنافس السجانون فيه على تعذيب الضحية، فسجان الاحتلال الذي يعربد ويعتقل ويقتل، وسجان السلطة التي ما فتأت تطارد المجاهدين والمقاومين من أبناء جلدتهم، كلاهما يحول فرض وجوده وقوته على ضحية مسلوبة السلاح والحرية.

ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تمتلئ سجون سلطة عباس المنتهية ولايته بخيرة الرجال والمجاهدين من أنصار حركات المقاومة الإسلامية، على رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتمتلئ بذلك مئات القلوب بآهات حزن على الأحبة خلف القضبان.

دموع أم..

تتزاحم العبرات في عيون الحاجة "أم إبراهيم" وهي تروي حال ابنها المغيَّب في سجون السلطة منذ ما يقارب الستة شهور، وتقول:"مرَّ علينا عيد الفطر وإبراهيم ليس معنا.. وها هو عيد الأضحى يأتي وما زال معتقلا عند جهاز الوقائي".

وتضيف بصوت تملؤه مرارة الألم:"شعور صعب جدا عندما تستيقظ الأم أول يوم في العيد ولا ترى ابنها أمامها يقبل يديها ويهنئها بالعيد.. في العيد الماضي أمضيت طيلة اليوم الأول بالبكاء والحزن، حيث ذهبت منذ الصباح لمكان اعتقاله أملا في رؤيته، لكنهم لم يسمحوا لي بزيارته، ومنعوا عشرات العائلات كذلك، فبأي أي شريعة وأي أخلاق يتعاملون معنا.. أليسوا فلسطينيين ومسلمين مثلنا، أليس العيد للفرحة ولم الشمل".

واستطردت أم ابراهيم:"عندما كان إبراهيم معتقلا في سجون الاحتلال لمدة عامين، كنا نزوره في العيد، وكانت إدارة السجون تزيد من وقت الزيارات بمناسبة العيد، وتوفر امتيازات للأسرى في تلك الأيام، وهذا ما يثير استغرابنا الآن، فإذا كان اليهود يقدرون معنى أعيادنا، أفلا يجدر أن تكون السلطة أكثر تقديرا لنا ولأبنائنا في هذه المناسبات؟!".

اغتيال الفرحة..

وأما السيدة "أم عبادة" فأبناؤها الثلاثة لن يكونوا معها في العيد، فاثنان منهم في سجون السلطة والآخر عند الاحتلال، مما ضاعف عليها الحزن والألم مع قدوم عيد الأضحى المبارك، وتقول:"أجلس في هذه الأيام وأتذكر السنوات التي مضت وكيف كان شمل العائلة يلتئم في الأعياد، وأبنائي حولي يتبادلون التهاني والأحاديث والفرحة ترتسم على وجوههم، لكن منذ أكثر من عامين ونحن محرومون من هذه الجمعات العائلية، فأبنائي تتقاسمهم سجون السلطة والاحتلال على الدور".

وتضيف:"ما أن يخرج أحدهم من سجون الاحتلال حتى تتلقفه أجهزة السلطة، كان آخرهم ابني عبادة الذي أفرج عنه قبل شهور من عند اليهود، وعندما كان في طريقه إلينا استوقفته أجهزة السلطة واعتقلته، واعتقلت معه فرحتي وسعادتي بعودته سالما من سجون الاحتلال".

هكذا تمضي الأيام على أهالي الضفة.. حياة ينغصها أتباع الجنرال الأمريكي كيث دايتون، الذي يشرف على تدريب الأجهزة الأمنية التابعة لعباس، حيث ينفذون أوامره "سمعا وطاعة عمياء"، حتى أن أفراد تلك الأجهزة لا يترددون في اعتقال أخ لهم أو ابن عم أو قريب أو صديق، بل أنهم يبدون ولاءهم وطاعتهم بشكل أعمى لدايتون والاحتلال الصهيوني.

ومع سماع أهالي الضفة الغربية بالأنباء التي تفيد بإطلاق سراح مئة معتقل في قطاع غزة بمناسبة العيد، وهم أسرى غير سياسيين، حيث تخلو سجون غزة من المعتقلين السياسيين، رفع أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة أيديهم إلى السماء، راجين الله بأن يمن على أبنائهم بالفرج في هذه الأيام المباركة.

 

البث المباشر