قائد الطوفان قائد الطوفان

عام على نقل السفارة.. ماذا فعلت سلطة فتح؟

غزة- محمود فودة

يمر اليوم عام كامل على نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، ضمن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في حين لم يكن رد سلطة حركة فتح على الخطوة الأمريكية بالحجم المطلوب الذي تستدعيه المرحلة.

وخلال عام كامل مضى، لم يشعر الفلسطينيون بوجود رد حقيقي على الخطوة الأمريكية، في الوقت الذي أعطت السلطة جل اهتمامها للملف الداخلي المتعلق بالضغط على قطاع غزة من خلال سلسلة إجراءات عقابية، أدت لتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر (إسرائيليا) منذ 13 عاما.

واكتفت السلطة خلال العام المنصرم بخطوات شكلية تمثلت في استمرار تجميد اتصالاتها الرسمية مع الإدارة الأمريكية، ورفض تحركات مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر لصياغة اتفاق سلام نهائي كان الرئيس الأمريكي قد عبّر عن رغبته فيه منذ فترة طويلة.

ويأتي ضعف رد السلطة على الخطوات الأمريكية في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن قرب الكشف عن خطة تسوية أمريكية للصراع العربي (الإسرائيلي) بعد رمضان الذي ينتهي مطلع حزيران/ يونيو، في حين يعطي ذلك فرصة لمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقتا بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي الفرصة لتشكيل حكومة جديدة أكثر يمينية من الحكومة الحالية.

وبعد مرور عام كامل، أعلنت محكمة العدل الدولية الجمعة الماضية أنها تلقت شكوى من دولة فلسطين ضد الولايات المتحدة الأمريكية بسبب "انتهاكها لاتفاقية دولية" بنقل سفارتها في (إسرائيل) من (تل أبيب) إلى القدس.

 وتطالب الدعوى الفلسطينية المحكمة "بإصدار أمر للولايات المتحدة الأمريكية بسحب بعثتها الدبلوماسية من مدينة القدس"، فيما ذكرت المحكمة في بيان أن فلسطين تحتج بأن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 تلزم أي دولة بوضع سفارتها على أرض دولة مستضيفة. وتسيطر (إسرائيل) عسكريا على القدس لكن السيادة عليها محل نزاع.

وفي المقابل، فإن غزة ردت على الخطوة الأمريكية منذ اللحظة الأولى ومال زالت، من خلال استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، ففي الوقت الذي كانت فيه السلطة تتابع صور افتتاح السفارة في القدس، كان الحدود الشرقية لقطاع غزة تزدحم بمئات الآلاف من الغزيين، ما أدى لاستشهاد أكثر من 60 متظاهرا وإصابة الالاف.

وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب والدبلوماسي السابق محمود العجرمي إن رد السلطة كان وما زال دون المستوى المطلوب، فلدى السلطة أوراق كثيرة يمكن استخدامها للضغط على الإدارة الأمريكية، إلا أنها تتهرب من فعل ذلك.

وأضاف العجرمي في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن السلطة لا تزال تمسك العصا من الوسط، ما يظهر رغبة بعدم التصعيد مع الإدارة الأمريكية، وإبقاء الأوضاع على قدر قطع الاتصالات، وهذا ما يبدو للعلن، وقد يكون في الخفاء ما هو مخالف لذلك أيضا.

وأوضح العجرمي أن ما فعلته أمريكا بحق القضية الفلسطينية يستوجب برنامجا وطنيا متكاملا على كافة الأصعدة، بدلا من الدخول في مناكفات سياسية داخلية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن غزة أدت ما عليها في الرد على التصرفات الأمريكية بحق القضية.

ويشار إلى أن السلطة أضعفت نفسها من خلال سياسات الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، من خلال إحداث قطيعة مع مختلف الفصائل الفلسطينية من جهة، وكذلك إبقاء حالة التيه في العلاقات مع الدول المؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي.

 

البث المباشر