مكتوب: أيادٍ ناعمة على حدود غزة.. ماذا فعلت؟

مسيرات العودة
مسيرات العودة

الرسالة نت - أمل حبيب

يدٌ ناعمة شكلًا وملمسًا، لكنها جبارة فعليًا، كانت كذلك وأكثر حينما تمكنت من الصعود على حافة السلك الشائك بين مدينتها غزة وحدود بلادها شرقًا، كانت كذلك عندما استطاعت رفع علم فلسطين في وجه قناص أخفض رأسه خلف ساتر رملي حين رفرف العلم في وجهه أكثر!

هل سيستبدلون الثامن من آذار بالثالث من تموز ليمسي يومًا للمرأة؟، أم بات بإمكان التاريخ الجديد أن يكون حصريًا للفلسطينيات منهن!

الآن أخرى تلتقط "السلفي" وتضحك ثم تردد مع صديقاتها "سلفي واليهودي خلفي"، توشحت بكوفية حمراء، تمامًا كتلك التي كان يلفها حول عنقه الشهيد يحيى عياش، هنا فقط يدرك القناص (الإسرائيلي) أن أحفاد العياش قد كبروا وكبروا لدرجة مخيفة.

الكفن الأبيض ورزان!

تباعًا تتسارع الأحداث على الحدود، المكان اليوم فقط لنون النسوة، وشعارهن "فلسطينيات من أجل العودة وفك الحصار" هناك فقط تبدو الصورة أوضح، أم الشهيد، وأم المصاب، والجريحة وأم الأسير، جميعهن أمام وحشية قناص واحد يستلذ بإزهاق روح جديدة أو أكثر، الضحية والجلاد لا داعي الآن لوجود لبسٍ للتفريق بينهما.

نرى أن الأم مدرسة، حفظنا بيت الشعر ذاك منذ الصغر، لكن ماذا يمكن أن نحفظ عن الفلسطينية، عن ابنة غزة، عن الآلاف اللواتي توجهن لحدود، لا مكان فيها سوى للنار والبارود!

ستدرك وأنت تتابع صور النسوة شرق حدود مدينة الحصار والعتمة أن مفهوم الحب أوسع من أن يحدده شعور واحد، في كثير من الأحيان يبدو الحب وطنًا لم نراه ولم يكتب في شهادة ميلادنا بأنه مسقط رأسنا، فقط هو ينبض لنعود إليه يومًا.

فشلت السياسة في المصالحة الوطنية، لكن الميدان نجح في ذلك، ثلاث فتيات في مقدمة مسيرة النساء، الأصابع تشير نحوهن بإعجاب، توشحت كل واحدة منهن بلون الفصائل، الألوان امتزجت معًا، أحمر، أخضر، أبيض، والرداء الطويل أسود، هنا فلسطين، كانت على الحدود واحدة!

الكفن الأبيض والعلم ولافتة كتبت عليها "راجعين"، كانت أدوات النساء المشاركات في هذه المسيرة، قابلتها قنابل الغاز الإسرائيلي ورصاصاته المتفجرة لتصيب المئات منهن!

المسعفة المتطوعة رزان النجار لم تمت، كانت هناك بخطوات أمها، ورداء صديقاتها المتطوعات الأبيض، كانوا جميعهن لأجلها والشهيدات والجريحات، والدة الشهيدة المسعفة رزان أكدت على استمرار نضال الشعب الفلسطيني والمضي في ذات طريق الشهداء حتى التحرير.

أم الشهيدة التي تحاول التأقلم تدريجيًا على لقبها الجديد قالت للنسوة المشاركات في المسيرة إن الاحتلال لا يكل عن غدره ومحاولته طمس الحقيقة بقتل الصحفيين والمسعفين والمنتفضين ضد الظلم، من أجل ردعهم عن المطالبة بحقوقهم المسلوبة.

فعليًا وعلى أرض الميدان شرقًا لم يثن إرهاب المحتل الفلسطينية عن نضالها بكل الأشكال التي تراها مناسبة، والتي تعتقد أن من خلالها بات حلم العودة لقريتها أقرب، أو فك الحصار عن مدينتها الحزينة أبسط!

لم تتوقف المشاركات عن التقاط الصور لتصل لكل العالم، ليصل صوتها وهتافاتها وأحلامها بالحرية فقط، كانت الصغيرات منهن تدك الأرض بأقدامهن على ترانيم الدبكة الشعبية، كان هناك متسع للفرح والرقص كذلك، كان هناك متسع لكل شيء قبل رصاصة غدر واحدة!

البث المباشر