تواجه جهود تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) التي يقودها حزب (الليكود) برئاسة زعيمه بنيامين نتنياهو عراقيل غير مسبوقة رغم اقتراب انتهاء المدة الثانية التي منحها رئيس الدولة لتشكيل الحكومة المقبلة، في التاسع والعشرين من مايو الجاري، إلا أنه لم يوقع أي اتفاق مع أيّ من شركائه المحتملين في الائتلاف حتى الآن.
وتعد غزة أحد أهم العراقيل التي تواجه الحكومة، خاصة أن وزير الحرب السابق، أفيغدور ليبرمان مازال متمسكاً بوزارة الجيش، لكنه غير مستعد للعودة إليها دون منحه صلاحيات للتعامل مع حماس بصورة قوية، بحسب مقربين منه نقلا عن موقع عكا.
وفي هذا السياق، قال ليبرمان، بعد إعلان التمديد، إن المحادثات ستستمر، لكن الاستراتيجية بشأن قطاع غزة ما زالت نقطة خلاف.
وبعد خمسة أسابيع من المفاوضات مع شركاء التحالف الخمسة، قال مسؤول رفيع المستوى في الليكود إن جوا ً من اليأس ساد بين فرق التفاوض وهذا وضع غير مسبوق لم يحصل في الحملات الانتخابية السابقة.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن نتنياهو عبر عن مخاوفه في محادثات خاصة من تعنت وتمسك ليبرمان بشروطه، وعلى رأسها قانون التجنيد وقطاع غزة.
ونقل عن نتنياهو قوله إن ليبرمان ذهب بعيداً عندما صرح بوجود قطيعة مع الليكود إلى حين الاستجابة لمطالبه.
ويعتقد أنه تصرف بهذا الشكل لأنه في اللقاءات الثلاثة التي جمعتهما بعد الانتخابات لم يوافق نتنياهو على إجراء تغيير جوهري في سياسته حيال قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلى أن ليبرمان قد سئل في محادثات مغلقة عن الخلافات بينه وبين نتنياهو بشأن قطاع غزة، وعن طبيعة الجولة القتالية المقبلة، لكنه رفض الإجابة، واكتفى بالقول إنه يوجد لدى الجيش الإسرائيلي خطط مفصلة يعرفها نتنياهو جيداً، وحان الوقت لتفعيلها، علماً أن ليبرمان يرفض أي تسوية مع قطاع غزة، ويعتقد أنه يجب إلحاق هزيمة عسكرية بحركة حماس وفصائل المقاومة في القطاع.
الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات رأى أن الجميع يدرك أن ليبرمان لديه القدرة على خلق دراما مجنونة، وفي اللحظة الأخيرة لمنع تشكيل حكومة، وإذا قرر أنه لن ينضم إلى الائتلاف، فإن بناء نتنياهو بأكمله قد ينهار، مشيرا إلى أنه ومنذ البداية إذا لم يكن ليبرمان في الداخل، فيجب أن يكون كاحلون في الخارج أيضًا.
وقال مسؤول كبير لدى الاحتلال في تصريحات صحفية ترجمها بشارات: "حتى يومنا هذا لا يوجد طرف واحد على وشك توقيع اتفاق معنا".
وأضاف: "المفاوضات متوقفة والوضع صعب للغاية ولا أعرف ما إذا كنا سنخرج منه على الإطلاق، لسوء الحظ، فإن الشركاء ليسوا على استعداد لحل المشاكل.
ووفق بشارات فإن ليبرمان يقول إنه لا ينوي دعم مرشح آخر لمنصب رئيس الوزراء باستثناء نتنياهو، لكن الليكود يعتقد أنه عندما يعطيه الشروط الخمسة جميعًا ويخبر رئيس الوزراء "خذها أو اتركها"، فهو يعني ذلك.
وبين أن الرأي السائد في الليكود هو أن ما يحفز ليبرمان على تشديد مواقفه هو اختلافه بشكل رئيسي مع نتنياهو بشأن قضية غزة.
وبحسب اطلاع بشارات فإن ليبرمان غير مستعد لدخول الوزارة بدون اتفاق بما يخص غزة، موضحا أنه يطالب بسياسة حازمة للغاية، وعلى ما يبدو فإن نتنياهو لن يعده بها.
ويذكر بشارات إذا لم يكن ليبرمان في الحكومة، فلا توجد حكومة، والسؤال هو إلى أي مدى يرغب نتنياهو في تلبية مطالب ليبرمان المتعلقة بغزة؟