تلقى مزارعو الدواجن في قطاع غزة ضربة موجعة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، بسبب نفوق آلاف الدواجن جراء موجة حر ضربت المنطقة.
أسعار الدواجن التي تعاني من الارتفاع بسبب قلة أعدادها في القطاع بحُكم الإغلاقات المتكررة للمعابر وقلة إدخال البيض، وكذلك زيادة الطلب على الدواجن في شهر رمضان، شهدت ارتفاعا إضافيا بعد المرتفع الجوي.
ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار خلال أيام قليلة، بعد أن شجعت وزارة الزراعة، التجار على استيراد الدجاج المبرد.
خسائر كبيرة
وفي مزرعته الواقعة غرب بلدة بيت لاهيا، يُحصي مربي الدواجن أبو خضر خضير أعداد الدواجن النافقة، ويقلب كفيه على الخسائر الكبيرة التي لحقت به.
وقال أبو خضر الذي خسر كثيرا خلال منخفضات فصل الشتاء، إن عدد الدواجن النافقة في مزرعته بلغت 220 دجاجة من أصل 1000، مشيرا إلى أن الخسارة كبيرة.
ويأمل أن تبقى أسعار الدواجن مرتفعة، حتى يقلل من خسائره، موضحا أن إدخال الدواجن المبردة سيخفض الأسعار.
وتختلف الدواجن المبردة عن المجمدة، حيث تعد المبردة أقرب للطازجة إلا أنها مذبوحة في الخارج، أما المجمدة فهي مقطعة وذبحت منذ زمن.
في حين قال بائع الدواجن في سوق معسكر عبد الرحمن أبو شرخ، إن ارتفاع الأسعار أدى لعزوف الكثير من المواطنين عن شراء الطازج والاتجاه نحو المجمد والمبرد.
وذكر أبو شرخ أنه رغم عزوف الكثير من المواطنين، إلا أن ولائم شهر رمضان من الجمعيات ومواطنين قلائل وبكميات كبيرة تزيد الطلب على الدواجن الطازجة وتبقي الأسعار مرتفعة.
وتوقع أن تنخفض الأسعار قليلا مع زيادة كميات الدواجن المبردة، وستنخفض أكثر نهاية شهر رمضان المبارك.
وأضاف: "من مصلحتي كبائع انخفاض الدواجن وإقبال الكثير من المواطنين عليها، لأن عمليات البيع تزداد والأرباح ترتفع، إلا أنه ليس من مصلحة مربي الدواجن انخفاض الأسعار وخصوصا بعد خسائر ارتفاع الحرارة خلال اليومين الماضيين".
ويوجد في قطاع غزة العشرات من مزارع الدواجن تنتج بالمتوسط قرابة ثلاثة ملايين دجاجة وطير شهريا، و19 فقاسة للتفريخ وإنتاج الصوص.
بدوره، قال المهندس إبراهيم القدرة وكيل وزارة الزراعة في غزة، إن موجة الحر خلفت خسائر كبيرة في قطاع الدواجن خلال يومي ارتفاع الحرارة.
وأوضح القدرة في حديث لـ "الرسالة" أن الخسائر تركزت في قطاع الدواجن، في حين كانت الخسائر قليلة جدا بالقطاعات الأخرى.
وأشار إلى نفوق 100 ألف طير في مزارع القطاع، بخسائر قدرت بنصف مليون دولار، موضحا أن أعداد الدواجن النافقة اختلفت من مزرعة إلى أخرى.
وبين أن وزارته حذرت مسبقا من موجة الحر، وأعطت المزارعين إرشادات للتخفيف من الأضرار، "كما عملت على مدار الساعة خلال يومي الحر في المتابعة والتواصل مع مربي الدواجن".
ولفت إلى أن وزارته شجعت التجار على إدخال كميات إضافية من الدواج المبردة بعد النقص في الكميات المطلوبة من الطازج في الأسواق.
وتوقع وكيل الوزارة أن تنخفض الأسعار خلال اليومين المقبلين إلى 11 شيكلا للكيلو، في حين بيعت الأحد بـ14 شيكلا.
وتجدر الإشارة إلى أن درجة الحرارة ليومي الخميس والجمعة، وصلت لقرابة 44 درجة مئوية، وهو نادرا ما نشهده في فصل الربيع.