لربما لم يجد الاحتلال "الإسرائيلي" أي تهمة يلفقها للأسير المهندس محمد الحلبي من قطاع غزة، لمدة ثلاثة أعوام متتالية، يحكمه من خلالها بالسجن عدةٍ أعوامٍ انتقاماً منه بعد سعيه لتخفيف الحصار عن أهالي القطاع من خلال المساعدات التي قدمها لهم عبر ترأسه لأحد المؤسسات الخيرية.
المماطلة والتسويف الذي عاشه الأسير الحلبي في سجون الاحتلال، جعله ينال بطاقة شرف عنوانها "صاحب أطول المحاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، إذ عرض خلال حقبة اعتقال في الثلاثة أعوام 114 مرة على محاكم الاحتلال، دون النطق عليه حتى اللحظة.
وتعتبر التهمة الأساسية والغير مثبته التي يلصقها الاحتلال بالأسير الحلبي، هي تحويل مبالغ مالية كبيرة من المؤسسة لصالح فصائل فلسطينية، دون وجود أي دليل مادي أو ثبوت تهمة قانونية ضده بعد المحاكمات التي تجاوزت المئة.
الجدير ذكره أن الأسير محمد الحلبي (41 عامًا)، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، متزوج وله 5 أبناء، اعتقله الاحتلال في 15 حزيران عام 2016، إذ يعتقله الاحتلال في سجن ريمون بطروفٍ إنسانية سيئة للغاية.
وأفاد مصادر من الحركة الأسيرة، أن مصلحة السجون الإسرائيلية، تتعمد سياسية التضيق عليه، وتفاقم معاناته عبر التنقلات المستمرة، إذ يتعرض من خلالها للتعذيب والتنكيل والإهانة، إضافة إلى تعذيبه وضعه بالعزل الانفرادي بعد تعذيبه نفسياً وجسدياً.
بدورها، كشفت مؤسسة الرؤية العالمية-مؤسسة إنسانية خيرية أمريكية، أن عمل المهندس الحلبي، كان إنسانياً بامتياز، إذ اقتصر عمله على مساعدة العائلات الفقيرة ومرضى السرطان، إذ كان يسعى دائماً لتقديم الدعم النفسي لأطفال القطاع بعد الحروب الإسرائيلية، عدا عن مساعدته للمزارعين والصيادين الذين يلحق بهم الضرر.
وقالت رؤية إن "الحكومة الأسترالية قامت بمرجعات داخلية لما قامت به إدارة المؤسسة التي ترأسها الأسير الحلبي، وأثبتت جميع المراجعات براءته جميع الاتهامات الإسرائيلية الزائفة، وقد أصدر المركز الخاص بمتابعة التعذيب في تل أبيب بيان أكد تعرض الحلبي فيه للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات منه بالقوة ومع ذلك تواصل (إسرائيل) احتجازه رغم نفيه القاطع للتهم الموجه إليه".
من جانبها، أكدت دائرة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن اعتقال الحلبي، يأتي في سياق سياسة ينتهجها الاحتلال ضد أصحاب ورواد العمل الإنساني الذي يسهب في تخفيف الحصار عن قطاع غزة.
وأضافت الهيئة، إن "الاحتلال يتعمد اغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني، وتساندها في هذه السياسية الإدارة الأمريكية التي تعمدت وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وحجبت المساعدات الإغاثية والطبية والتنموية عن الضفة الغربية وقطاع غزة".
من جانبه قال الكاتب فادي أبو بكر، إن الأسير محمد الحلبي، بات يستحق لقب "غاليلو فلسطين" وعلى الرغم من الضجيج الذي أحدثته الصحافة الأجنبية، أو منظمة العفو الدولية، أو المؤسسات الحقوقية المختلفة في العالم، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية ما زالت تتغوّل في استهدافها لروّاد العمل الإنساني، بهدف اغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني، وترافقها في هذه السياسة إدارة دونالد ترامب، التي أوقفت تمويل الأونروا، وحجبت المساعدات الإغاثية والطبية والتنموية عن الضفة الغربية وقطاع غزة.
الجدير ذكره أنه تعتبر محاكمة العالم غاليليو غاليلي أطول محاكمة في التاريخ، حيث وُجهت اليه تهمة الزندقة والهرطقة لأنه أثبت أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية، وأن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس. وحكم عليه بالإقامة الجبرية في منزله عام 1633 حتى توفي سنة 1642، وأصدر بابا الفاتيكان قراراً ببرائته سنة 1983، وكان ذلك بعد وفاة جاليليو بنحو 350 عاماً .