عُرض الأسير محمد الحلبي 119 مرة على محاكم الاحتلال خلال سنوات اعتقاله الثلاث، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجزه بحجة تحويل مبالغ مالية من المؤسسة لصالح فصائل فلسطينية، دون وجود أي دليل مادي أو ثبوت تهمة قانونية ضده.
وأفاد تقرير صادر عن دائرة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الأسير الحلبي الذي كان يشغل قبل اعتقاله مديرًا لمؤسسة الرؤية العالمية الأميركية (World Vision) في قطاع غزة يدخل في 16 حزيران/ يونيو 2019 عامه الثالث داخل معتقلات الاحتلال.
وأكد التقرير، أن استمرار احتجاز الحلبي طيلة هذه الفترة جريمة في حد ذاتها، خصوصا أن الرؤية العالمية هي مؤسسة إنسانية خيرية أميركية، وطبيعة عمل الحلبي فيها إنسانية بامتياز، حيث كان يساعد العائلات الفقيرة، والمرضى (خصوصًا مرضى السرطان)، ويقدم الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب، ويساعد المزارعين والصيادين المتضررين.
وأشار إلى أن قضية الحلبي لاقت اهتمامًا اعلاميًا واسعًا في الصحف الأميركية والأوروبية، كون محاكمته تعد أحد أطول المحاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وأكد أن اعتقاله يأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة ضد رواد العمل الإنساني، تهدف لاغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني، حيث إن تجميد عمل مؤسسة الرؤية العالمية في قطاع غزة، بعد اعتقال الحلبي أكبر شاهد على ذلك.
يذكر أن الأسير الحلبي البالغ من العمر (41 عاما)، يسكن مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحاصل على شهادة ماجستير هندسة مدنية، ومتزوج ولديه خمسة أبناء.
وكان الحلبي قد اعتقل خلال تنقله عبر (معبر بيت حانون/ إيرز) شمال قطاع غزة، في الخامس عشر من حزيران/ يونيو عام 2016، ويقبع حاليا في معتقل ريمون في ظل ظروف سيئة للغاية، حيث تتعمد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التضييق عليه، ومفاقمة معاناته عبر التنقلات المستمرة في "البوسطة"، وما يتعرض خلالها من تعذيب وتنكيل وإهانة، إضافة إلى تعذيبه جسديا ونفسيا، وعزله لفترات طويلة.