بات محصول البطيخ سلعة استراتيجية في قطاع غزة، تعتمد عليها الأسر بشكل كبير في الصيف، ويعتمده الكثير من المزارعين كمحصول وفير الربح.
ويطلق الغزيون على البطيخ بـ "فاكهة الصيف"، كونها الفاكهة الأكثر مبيعا في قطاع غزة صيفا.
وتعيش زراعة البطيخ في القطاع، أفضل مواسمها بسبب الاكتفاء الذاتي بالكامل في السنوات الأخيرة، فضلا عن جودتها بعد زرعها بعدة طرق وهو ما ساعد على نضوجها مبكرا وطرحها في الأسواق قبل موعدها بأسابيع.
وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة التي وضعتها وزارة الزراعة مع بداية عام 2010 ولمدة عشرة أعوام، ألقت بثمارها الوفيرة على أهالي القطاع مما كبّد الاحتلال خسائر بسبب صعوبة تسويق المنتج الذي كان مخصصا للغزيين.
أسعار رخيصة
ويرى المواطن هاني أيوب أن البطيخ الغزي حلو المذاق ورخيص السعر، حيث يبلغ الكيلو الواحد نصف شيكل تقريبا.
وأكد أن الموسم الحالي وفير الإنتاج والأسعار جيدة وفي متنازل الجميع منذ بداية الموسم، مشيدا بسياسة وزارة الزراعة بالاكتفاء الذاتي من البطيخ وغيرها من الخضروات والفواكه.
ودعا أيوب الوزارة للاستمرار في سياسة الاكتفاء الذاتي وصولا إلى جميع منتجات الفواكه، "وهو ما يدفعنا للاستغناء تدريجيا عن زراعة الاحتلال".
وتتم زراعة البطيخ بثلاث طرق، وهي الزراعة داخل الدفيئات في شهر ديسمبر والزراعة بأنفاق في شهر فبراير، والزراعة في حقل مفتوح بشهر مارس.
وعادة ما ينتج الدونم الواحد 8 أطنان من البطيخ تقريبا، وتعتبر التربة والظروف المناخية من أسباب نجاح زراعته في القطاع وحلو مذاقه.
وفي منطقة "موراج" شمال مدينة رفح، يحصد المزارع عبد الله القرا أكوام البطيخ ويضعها في "مخالات" تمهيدا لتوزيعها على التجار.
وأعرب المزارع القرا عن رضاه من الموسم الزراعي، مؤكدا أنه ناجح رغم بعض المعيقات المتمثلة في ارتفاع أسعار السماد وصعوبة توفير بعضها للأشجار.
ولفت إلى أن المزارعين يضطرون لبيع البطيخ بأقل الأسعار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لدى المواطنين، وتسهيلا لبيعها.
وقال: "عانينا كثيرا خلال الأعوام الماضية في البيع، فالسعر المرتفع منعنا من البيع وأدى إلى تكدس البطيخ مما اضطررنا لبيعه بسعر أقل فتكبدنا الخسائر".
ويأمل أن تستطيع وزارة الزراعة الحفاظ على نفس جودة البطيخ خلال الأعوام المقبلة، ومنع إدخال المنتج الإسرائيلي لكفاية المحلي.
وفعليا يبدأ موسم زراعة البطيخ مع بداية شهر فبراير من كل عام في حين أن المزارعين يستعجلون في عملية الزراعة، إذ يشرعون بغرس البذور في شهر يناير للاستفادة من فرق الوقت بالحصول على أسعار أفضل.
من جهته، أكد أدهم البسيوني مدير العلاقات العامة في وزارة الزراعة، أن محصول البطيخ هذا العام جيد ويتمتع بجودة عالية، ويعتبر سلعة استراتيجية في قطاع غزة، وبالتالي يحصل على اهتمام كبير من وزارة الزراعة.
وقال البسيوني: "منذ سنوات عديدة لم نستورد بطيخ من الخارج، وغير مسموح لنا التصدير، ولو سُمح لنا لكان هناك تصدير بسبب وجود كميات قليلة إضافية، ويمكن للمزارع زراعة كميات أكبر".
وأوضح أن البطيخ مزروع على مساحة 4000 دونم هذا الموسم، وهي منخفضة قليلا عن العام الماضي وتكفي السوق المحلي، بمعدل إنتاج 10 أطنان لكل دونم.
وأشار إلى أن كميات البطيخ بدأت تتدفق للسوق بكميات قليلة مع بداية شهر رمضان وحاليا بدأت تزداد الكميات والأسعار أقل.
ولفت إلى أن المزارعين نجحوا بعملية تطعيم للبطيخ وهي عملية صحية تهدف إلى إنتاج شتلات من البطيخ مقاومة للأمراض وللتقليل من استخدام المبيدات وبجودة عالية وتوفير في التكاليف.
ومن أصناف البطيخ المزروعة في القطاع "المكيمسا" الذي يمتاز بخلوه من البذور، و"الريفيرسايس" الذي يأخذ شكلا بيضاويا، وحجما كبيرا، ويتراوح وزن الحبة ما بين 10-15 كيلو جرام، "وأوديم" لونه أخضر غامق، و"كرمسون" الدائري".
ومن المشاكل التي واجهت المزارعين في زراعة البطيخ لهذا العام "شح الغاز وملوحة التربة وانتشار بعض الأمراض".
وعادة ما يعاني مزارعو البطيخ في غزة من نوعين من دودة "الليموتودا" التي تهدد محصولهم وتسبب ضعف الشتلة وإسقاط الزهرة وهو ما يصطلح عليه بين المزارعين بـ"تدبيس الشتلة".