يشهد موسم البلح في قطاع غزة اكتفاءً ذاتيا كما كل عام، في وقت تُطرح فيه الكميات بأسعار رخيصة حيث يصل كيلو البلح والرطب لأقل من شيكل.
ويعتبر موسم البلح من أفضل المواسم الزراعية في قطاع غزة، لما يحقق من انتتاج وفير للمزارعين وأسعار في متناول أيدي المواطنين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة.
وكانت وزارة الزراعة قد افتتحت الأسبوع الماضي، موسم جني ثمار البلح للموسم الحالي ٢٠١٩، وذلك في أرض المزارع سمور أبو عمرة في دير البلح وسط قطاع غزة.
وافتتح الموسم وكيل الوزارة إبراهيم القدرة، بحضور النائبين في المجلس التشريعي يوسف الشرافي وجميلة الشنطي، وممثلي البلديات والجمعيات الزراعية ومدراء المديريات والإدارات العامة بالوزارة، بالإضافة إلى لفيف من المزارعين.
** دعم المحلي
وأكد الوكيل القدرة على دعم وزارته للمنتج المحلي، والتوقف عن الاستيراد إلى حين نفاد المنتج المحلي من الأسواق الغزية، منوها إلى أن الوزارة أوقفت مؤخرا استيراد البلح الأصفر، وبالمقابل صدّرت كمية من البلح الأحمر إلى المحافظات الشمالية، دعما للمزارعين ولإتاحة الفرصة لتسويق منتجاتهم من البلح والعجوة ومشتقاتها.
وقال القدرة إن المساحة الزراعية لنخيل البلح للعام 2019 بلغت في قطاع غزة 11300 دونم منها 8800 دونم مثمر و2500 دونم غير مثمر، وأن متوسط الاستهلاك السنوي للفرد 6 كيلو.
ولفت إلى أن متوسط الإنتاج للدونم بلغ هذا العام 1.4 طنا، ويقدر إجمالي كمية الإنتاج حوالي 12000 طن وهي تحقق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100%.
وبيّن أن الوزارة ستستمر في دعم المنتج المحلي وزراعة أصناف جديدة في القطاع، مشيرا إلى أن القطاع الزراعي الغزي في تطور مستمر.
وترى وزارة الزراعة في محصول البلح، أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تعزز الأمن الغذائي لتحملها ظروف البيئة القاسية وثمارها ذات القيمة الغذائية العالية.
ويوجد في قطاع غزة عدة أصناف من البلح، أهمها وأكثرها انتشارا الحياني الذي يشكل أكثر 90% من الإنتاج، والبرحي وبنت العيش والأصفر المجهول.
بدوره، أبدى المزارع فوزي العقاد ارتياحه من كمية محصول البلح للموسم الحالي، مؤكدا أن الثمرة كبيرة وطعمها ممتاز.
وقال العقاد الذي تقع مزرعته في منطقة المواصي وسط القطاع: "كميات الإنتاج قريبة جدا من العام الماضي، والمحصول وفير وراضون عن الكميات"
في حين يرى أن الأوضاع المعيشية الصعبة أثرت بشكل كبير على الأسعار، وعملت على تخفيضها، مضيفا: "الموسم الماضي في مثل هذا الوقت بعنا قطف البلح بـ 25 شيكلا، أما اليوم نبيعه بـ 20 شيكلا، والإقبال ما زال ضعيفا بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة".
وتتركز زراعة البلح وسط قطاع غزة وخصوصا دير البلح وفي منطقة مواصي محافظتي خان يونس ورفح جنوبا حيث تتوافر الظروف المناخية الملائمة والتربة.