رفعت السلطة الفلسطينية نبرة صوتها إزاء رفض مشاركة الأردن ومصر في مؤتمر المنامة، خلافا لموقفها من مشاركة السعودية والإمارات، في خطوة رأى فيها مختصون تعبيرا عن الوجع والخشية من اختطاف تمثيلها.
الإجماع الوطني الفلسطيني يشكل صمام أمان للسلطة بشأن الإجماع عليها كممثل في إدارة ملف التمثيل.
ولوقت قريب شكل التردد المصري والأردني صمام أمان لموقف السلطة، التي تواصل الرهان على مشاركة رمزية لكلا البلدين في هذه الورشة.
المشاركة الأردنية تحديدا شكلت صدمة إزاء الصراع التاريخي على ملف التمثيل الفلسطيني، خاصة مع بروز الحديث مجددا عن كونفدرالية لم تتوان السلطة عن اعلان رفضها لها قبل قيام الدولة الفلسطينية.
الأردن الذي طمأن أوساطا فلسطينية بعدم المشاركة خلال فترات قريبة، نقلا عن قيادات فتحاوية بارزة، "موقف شكل حالة امأن إزاء الضغط على الدول المشاركة لإعادة التفكير بموقف المشاركة".
مع اعلان الأردن ومصر أضحى قرار الضغط على الدول الأخرى للحيلولة دون المشاركة مسألة مستحيلة، كما تقول هذه القيادات.
اليوم أصبح قرار المشاركة العربية أكثر وضوحا وثباتا مع اعلان الطرفين اللاعبين المهمين موقفهم من القضية.
يقول خالد مسمار رئيس دائرة الشؤون السياسية في المجلس الوطني لمنظمة التحرير، إنّ السلطة أرسلت رسائل واضحة للأطراف جميعا حول رفضها المشاركة بالورشة.
ويضيف مسمار لـ"الرسالة": "تمنينا على الجميع بعدم المشاركة، وأعلنا رفضنا رسميا لهذه الورشة وما ينتج عنها".
وأكدّ مسمار أن المشاركة العربية الرسمية غير مفوضة بأي شكل من الاشكال للتحدث باسم الشعب الفلسطيني.
وأوضح أنّ الرسالة التي وصلت لعديد الدول عبر السفارات الفلسطينية، تشير بشكل واضح إلى أنه لا يمكن الاعتراف بأي ممثل سوى القيادة الفلسطينية.
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبد الله الأشعل، إن أطرافا عربية عديدة متورطة في صفقة القرن، في مقدمتها دول خليجية تعدّ الممول الأساسي للصفقة.
واتهم الأشعل في حديث خاص بـ “الرسالة" من القاهرة، السعودية والإمارات بتمويل الصفقة، عبر دفع الأموال للبنية التحتية والاقتصادية المزمع إنشاؤها في المناطق المرسومة للصفقة.
واعتبر استضافة البحرين للمؤتمر الاقتصادي يأتي في سياق تبادل الأدوار مع السعودية التي تعد المانح الرئيسي للمنامة.
وأوضح أن أمريكا تنظر للقضية الفلسطينية على أساس أنها قضية احتياج سكاني، من أجل تمرير الصفقة.
وحول الموقف المصري من الصفقة، ذكر أن المعلن منه يشير إلى رفضها؛ "لكن على أرض الواقع هناك تحركات حصلت في سيناء دون تفسير".
وشدد الأشعل على أن الشعب المصري لديه قناعة أنه لن يتخلى عن أرضه لأحد، والفلسطيني لديه قناعة مماثلة بأنه لن يهاجر من أرضه.
وأوضح أن النفي الرسمي لم يطمئن النخب والشارع حول إمكانية تورطه في الصفقة والتنازل عن جزء من سيناء لمصلحتها.
وبرأيه، فإن الصفقة بدأت واشنطن بتنفيذها، وتتمثل في شطب العناوين الرئيسية للقضية الفلسطينية وهي "حق العودة – إقامة دولة فلسطينية مستقلة- القدس عاصمة".
ويبقى الحذر الفلسطيني من الالتفاف الأمريكي على تمثيل الشعب الفلسطيني قائما بالنسبة لقيادات فلسطينية عديدة، كانت تراهن لوقت قريب على عدم مشاركة مصر والأردن.