عاد الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس الأسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا"، لدائرة الشبهات من جديد، بعد إلقاء القبض عليه في بلاده مؤخرا.
دائرة الشبهات المحيطة ببلاتيني ازدادت في الاتساع، بعدما وُجهت له اتهامات جديدة بشأن فساد يتعلق بمنح قطر تنظيم بطولة كأس العالم 2022.
وخضع اللاعب الفرنسي السابق, لاستجواب من سلطات بلاده, بشأن دوره المثير للشبهات في منح قطر حق استضافة المونديال.
إيقاف دولي
وتلقى بلاتيني ضربة موجعة عام 2015 بعزله من منصبه وحظره من ممارسة مهامه والارتباط بأي نشاط متعلق بكرة القدم, بسبب قضية فساد.
هذا القرار جاء بفرمان من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والذي شمل أيضا السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لـ"الفيفا"، ليتقرر إيقافهما مدة 8 أعوام.
وحامت الشبهات حول بلاتيني وبلاتر، بسبب ثبوت تلقي الأول حوالي مليوني دولار عام 2011.
واعتبر القضاء أن بلاتيني وبلاتر أساءا استغلال منصبيهما، لتفرض على الرجل الفرنسي أيضا غرامة مالية بلغت 80 ألف فرنك سويسري، أكثر من الأخير بفارق 30 ألف جنيه إسترليني.
وحاول بلاتيني إلغاء هذا القرار بالاستئناف ضده، لكن المحكمة الرياضية الدولية رفضت طلبه، ليستمر حظره من ممارسة نشاطه.
فساد المونديال
وبعد إلقاء القبض عليه، فتح بلاتيني ملفا جديدا لفساده المتكرر في عالم كرة القدم، إثر اتهامه بتلقي رشاوى جديدة نظير مساعدة قطر على استضافة المونديال.
وتشير التقارير إلى حصول بلاتيني ومسؤولين آخرين على 10 ملايين دولار، للقيام بدورهم في إقناع الجهات المعنية بالتصويت للدولة العربية، من أجل استضافة مونديال 2022.
وخرج بلاتر أيضا في وقت سابق بتصريحات أكد خلالها أن قطر استعانت بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، لمساعدتها على الفوز بتنظيم كأس العالم.
وأوضحت التقارير أن ساركوزي أصدر أوامره لبلاتيني بضرورة التصويت مع المقربين منه لمصلحة قطر، حسبما صرح رئيس الفيفا السابق.
وحصل بلاتيني نظير صوته على دفعات مالية مشبوهة إلى جانب 4 مسؤولين آخرين، والذين رجّحت أصواتهم كفة قطر في سباق التصويت ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تقتصر الشبهات على بلاتيني فقط، بل كشفت تقارير صحافية في وقت سابق عن توقيع مسؤولين سابقين في "الفيفا" عقدا سريا مع شبكة الجزيرة المملوكة لقطر، قبل أيام قليلة على التصويت، الذي أثمر عن فوز قطر بحق تنظيم البطولة الكبرى.
ضياع التاريخ
وبالنظر إلى مسيرة بلاتيني في الملاعب، قبل اعتزاله وتوجهه للعمل الإداري، فإن النجم الفرنسي الأسبق يعدّ أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
وسبق لبلاتيني الفوز بجائزة الكرة الذهبية 3 مرات متتالية، كما توّج مع منتخب فرنسا بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 1984.
ولم يحافظ بلاتيني على تاريخه بعد تولي منصب رئيس "اليويفا"، ليصبح متورطا في قضايا الفساد المختلفة، الأمر الذي تسبب في تلويث مسيرته التي توارت خلف تاريخه الأسود في السنوات القليلة الماضية.
وزادت الرشاوى القطرية الطين بلة، والتي من المتوقع أن تهيل التراب كليا على تاريخ بلاتيني، الذي وضع رقبته تحت مقصلة الفساد، ليمحو أمجاده بسبب مطامعه واستغلال منصبه في جني الملايين.