قال تقرير إسرائيلي إن "حماس استطاعت أن تحقق انتصارا اقتصاديا على إسرائيل؛ من خلال التسبب بتكبدها خسائر مالية باهظة، لا سيما في المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة؛ لأن مستوطنة سديروت والبلدات المحيطة بها تشكل الاستهداف الأساسي للمنظمات الفلسطينية بإطلاق القذائف الصاروخية".
وأضاف يانير ييغنا، الكاتب في موقع ويللا الإسرائيلي، في تقرير ميداني، أن "المحلات والمقاهي في مستوطنات غلاف غزة تكون تعج بالزبائن في ساعات المساء، ولكن فور أن تنطلق أول صفارة إنذار إيذانا بسقوط صواريخ من غزة، تتحول المقاهي إلى مشاهد من الفوضى المرعبة، وتدخل المدينة في حالة من الشلل عشية كل جولة تصعيد عسكري مع غزة".
ونقل عن "أصحاب المحلات المتضررة أنهم يطالبون الحكومة الإسرائيلية بإنقاذهم من الانهيار الاقتصادي لمشاريعهم التجارية، وقال أحدهم: نحن ننازع، ولا أحد يساعدنا".
وأوضح قائلا: "يوم الأربعاء الماضي، بتاريخ 12 يونيو، كان مستوطنو سديروت على موعد مع احتفال كبير في كلية سافير الجامعية، حيث امتلأت المطاعم، ولم يبق مقعد واحد فارغ، وأصحابها كانوا متأكدين من أنهم أمام حدث اقتصادي منعش، حيث استدعوا جميع طواقم العمال والنوادل، وأحضروا طاولات إضافية، كي يكونوا مستعدين لاستقبال المزيد من الضيوف المدعوين عند الساعة التاسعة مساء".
واستدرك بالقول إنه "حين وصلت الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة، انطلقت صفارات الإنذار التي أعادتهم إلى الوراء، وخلال لحظات قليلة هرب مئات الزوار والمدعوين، وتحول المكان إلى منطقة أشباح، هذه هي طبيعة الحياة في مستوطنات غلاف غزة، يعيشون بين الجنة والجحيم في آن واحد، يطلبون المساعدة من الحكومة الإسرائيلية، ويخشون من اقتراب لحظة إغلاق محلاتهم، وهي المصدر الأساسي لدخلهم".
شمعون ألخرات، صحاب سلسلة مقاه في غلاف غزة، يقول إنه "منذ عام ونصف، مع انطلاق مسيرات العودة على حدود غزة ونحن نعيش هنا في سلسلة جولات تصعيدية، وندفع أثمانها كلها على ظهورنا. وفي الجمعة الأخيرة، طلبت منا قيادة الجبهة الداخلية ألا نفتح محلاتنا، حيث ألقينا بكل ما أعددنا للزبائن إلى حاوية القمامة، هذه ليست المرة الأولى، وإنما يتكرر الأمر بين حين وآخر"
نير شوخات صاحب مطعم قال إن "مدخولاتنا انخفضت بنسبة 20% من معدلها السنوي؛ بسبب هذه الجولات التصعيدية التي تقضي على كل السهرات التي نخطط لها منذ وقت، نحن من يدفع تمويل استمرار هذا التصعيد، أنا لا أريد تعويضات من الدولة، ولا أحد يتفضل علينا، نريد فقط أمنا وهدوءا، إن عجزت الحكومة عن توفير الهدوء، فلتعطني التعويض الذي أستحقه".
ليئور ديفيد صاحب متجر لبيع الأزهار، يقول إن "أصحاب المحلات في سديروت وغلاف غزة يشعرون بأنهم عشية انهيار اقتصادي كامل، ومن يطلب مني إغلاق المقهى أو المطعم فليقدم لي تعويضا ماليا، لقد أنفقنا ملايين الشواكل في هذه المشاريع، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لما افتتحت هذا المشروع في هذه المنطقة".
ويضيف أنه "منذ انتهاء حرب عزة الأخيرة في 2014 وحتى انطلاق مسيرات العودة في 2018، عشنا هنا في مستوطنات غلاف غزة في جنة عدن، ولكن بعد انطلاق المسيرات تحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق، لقد بتنا رهائن بيد حماس".