أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، أن التحرك الأمريكي وما يجري الحديث عنه من مؤتمر في البحرين ليس وليد اللحظة وإنما يأتي امتدادا لما تم الإعلان عنه قبل أعوام بأن القدس عاصمة للاحتلال، ومحاولة إنهاء القضية عبر مشروع أمريكي جديد تطرحه إدارة ترامب.
وأضاف عبد الهادي في حوار مع صحيفة الرسالة أن صفقة القرن بدأت باستهداف الفلسطينيين في كل مكان ومحاولة شطب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عبر تجفيف ينابيع الدعم المالي لها، إلى جانب استهداف اللاجئين الفلسطينيين ومحاولة تقليص عددهم وإيجاد تعريف جديد لهم.
وأوضح أن الصفقة وصفة صهيونية تبين لنا أن صلبها مشروع اقتصادي يتمثل في السلام مقابل الازدهار والرفاهية، بعدما كان الحديث سابقا عن السلام مقابل الأرض، لكنها تتحول اليوم للسلام مقابل رفاهية مزيفة.
الموقف الفلسطيني موحد ضد الصفقة ونتحرك لإفشال مؤتمر البحرين
وشدد على أنهم كقوى مقاومة لهم خيارات وامكانيات ومقدرات لمواجهتها وتتمثل أبرزها في توحيد الموقف الفلسطيني الرافض لها ولأي محاولة لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع " هذه صفقة صهيونية تهدف لتصفية القضية وشطب الحق الفلسطيني وتكون الهيمنة على فلسطين بشكل كامل للكيان الصهيوني ومن يبقى على الأرض يتم إجراء بعض الترتيبات الاقتصادية له وتنظيم شؤون حياته في الضفة وقطاع غزة".
ولفت إلى وجود تحرك من قبل حركة حماس للضغط على الدول العربية من أجل ثنيهم عن المشاركة في مؤتمر البحرين إلى جانب عقد أنشطة واعتصامات في لبنان وعدة دولة رافضة لمؤتمر التطبيع والتنازل الذي سيعقد في البحرين.
صفقة القرن مشروع اقتصادي أمريكي هدفه السلام مقابل الرفاهية
وشدد على أن الولايات المتحدة تبشر الدول العربية بأن نجاح الصفقة سيعود عليهم بالرفاهية والازدهار والتبادل والتعاون التجاري، لكن في الحقيقة هو محاولة لخلق بيئة تعايش وتعاون مع كيان الاحتلال ويكون الكيان الإسرائيلي رأس الحربة والقوة في الشرق الأوسط، وتصبح المقاومة في كل مكان هي العدو الوحيد.
ويؤكد القيادي في حماس أن المخطط بدأ باستهداف قوى المقاومة في غزة وحزب الله اللبناني وإيران عبر فرض حصار مالي واقتصادي عليهم والبدء بوصفهم بالإرهاب ومعاداتهم على الصعيد الدولي وإبرازهم أنهم العدو الأخطر الذي يجب محاربته.
وبين أن الأهم في مواجهة الصفقة يكمن في وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية كقوة يمكن الاستناد عليها لإفشال مخطط الصفقة والبقاء شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي وثبت ذلك من خلال المواجهة الأخيرة التي كانت الكلمة العليا فيها للمقاومة.
ويشدد القيادي في حماس على أن وحدة الموقف الفلسطيني لرفض الصفقة مهم جدا لاسيما وأن كل مكونات الشعب الفلسطيني من السلطة الفلسطينية والفصائل والقوى ومنظمة التحرير يرفضونها وهو موقف مهم جدا، على حد وصفه.
وعن دور السلطة وخطواتها لمواجهة الصفقة، أكد على ضرورة وجود خطوات عملية مثل الإعلان الواضح والصريح بإلغاء اتفاق أوسلو والتنسيقات والارتباطات والتوقف عن الحديث عن المفاوضات والوقوف بجانب المقاومة الشعبية والمسلحة.
لدى قوى المقاومة خيارات قوية لمواجهة الصفقة
وشدد على ضرورة دعوة رئيس السلطة محمود عباس إلى عقد لقاء جامع ووطني كبير؛ لمواجهة الصفقة، مردفا في الوقت ذاته "صحيح أن موقف السلطة الرافض للصفقة غير كاف ويحتاج لخطوات عملية إلا أننا مرتاحون له ونريد أن نعززه، والموقف الفلسطيني بالمجمل جيد".
ويشير إلى أن بقاء واستمرار مسيرات العودة عامل مهم لإفشال الصفقة إلى جانب التحرك الشعبي في الضفة المحتلة وأراضي ال 48 من أجل الضغط على الاحتلال وتأكيد الحق الفلسطيني.
وعلى الصعيد العربي، أوضح عبد الهادي أنه من المهم توقف بعض الدول العربية عن التطبيع مع الاحتلال والتماهي والمشاركة في مؤتمر البحرين كونه يعتبر خيانيا وخارجا عن الموقف الوطني الفلسطيني.
ونوه إلى أن مؤتمر البحرين خطوة عملية كبيرة في صفقة القرن، وعلى أحرار الشعوب العربية أن تنتفض في كل العواصم وتعبر عن رفضها له؛ حتى تضغط على حكامها وتبين للإدارة الأمريكية أنها ترفض تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد ممثل حماس بلبنان أن هناك جهدا كبيرا لإبقاء الموقف رافضا للصفقة، إلى جانب التحرك في أكثر من منطقة في الداخل والخارج من أجل التعبير عن رفض محاولات استهداف القضية، لافتا إلى وجود اتصالات مع بعض الدول لثنيها عن المشاركة في مؤتمر المنامة.
ولفت إلى وجود أنشطة في لبنان واعتصام جماهيري ضد صفقة القرن سيتزامن مع مؤتمر المنامة، بالإضافة إلى اعتصامات في المخيمات وستكون لقاءات يومية مع الإعلاميين لتنويرهم بمخاطر الصفقة.
ونوه إلى أنهم يجرون لقاءات في لبنان وكان آخرها مع نبيل بري وقيادة حركة فتح وتم الاتفاق على الإعلان عن وحدة الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة ومواجهتها بشتى الطرق والوسائل والفعاليات المختلفة.