لا تنفك سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن قضم الأراضي الفلسطينية وتنفيذ مخططاتها في تكثيف الاستيطان والسيطرة وسرقة ما تبقى من أراضي الفلسطينية تحت ذريعة البناء الغير شرعي وحماية الأمن.
ويحاول الاحتلال عبر مستوطنيه السيطرة وتهجير الفلسطينيين بشتى الوسائل الممكنة، عبر أسلوب هدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، في سعي للسيطرة المكانية على مدينة القدس وضواحيها، وتكثيف وجود المستوطنين؛ تطبيقا لما بات يعُرف بصفقة "القرن".
واعطت قوات الاحتلال، أهالي حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس، مهلة حتى الثامن عشر من الشهر المقبل، لتنفيذ قرارات هدم 100 شقة سكنية.
ونقل مركز معلومات وادي حلوة لجنة حي وادي الحمص، أن سلطات الاحتلال أمهلت المواطنين حتى الثامن عشر من الشهر المقبل، لتنفيذ قرارات الهدم يدويا أو هدمها من قبل قوات الاحتلال بعد هذا التاريخ.
وأوضحت اللجنة أن قوات الاحتلال بدأت بملاحقة السكان منذ حوالي 3 أعوام، بقرارات الهدم بحجة "القرب من الجدار الأمني"، وهو عبارة عن شارع محاط بالأسلاك الشائكة والمجسات الالكترونية، وفقا لقرارها بمنع البناء على بعد 250 مترا من "الجدار" لأسباب أمنية.
ومنعت شرطة الاحتلال أهالي الحي، من نصب خيمة على أراضيهم احتجاجًا على قرار المحكمة الاسرائيلية العليا بهدم ١٦ بناية بالحي، وهددتهم بأنه في حال بقيت الخيمة سيتعرضون للمساءلة القانونية.
تزوير الحقائق
ويؤكد المختص في شؤون القدس والاستيطان بالضفة عبد الهادي حنتش، أن سلطات الاحتلال تحاول تزوير وقلب الحقائق بأن تلك الأبنية قريبة من جدار الفصل العنصري، ولا تعترف بأن جدار الفصل قد ابتلع المدن الفلسطينية وأتى إلى جانب هذا الحي.
ويوضح حنتش أن قوات الاحتلال تسعى إلى سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية بالقدس بذريعة الأمن والبناء الغير شرعي، وهي جريمة ضد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مشددا على أن كل ما يجري هو نوع من أنواع الإرهاب ويرتقي لجرائم حرب يمارسها الاحتلال دون رقيب أو حسيب.
وبين أن الأخطر من ذلك هو أن الكيان الصهيوني بدأ يسير الزعامة الامريكية كما يريد اتجاه الشرق الأوسط والمنطقة؛ بذريعة الحفاظ على الأمن، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية باتت أداة رخيصة في يد قيادة الاحتلال وتعمل لصالحها.
وشدد على ضرورة مقابلة هذا الأمر والتصدي له عبر تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال بشتى الوسائل، إلى جانب متابعة هذا الأمر قانونيا وفي المحاكم الدولية.
ولفت إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصبحت جزء لا يتجزأ من الإرهاب الصهيوني وهو ينم عن فرض وقائع على الأرض وتهجير الشعب الفلسطيني عبر إطلاق يد المستوطنين وتشريع الاستيطان في الضفة والقدس.
السيطرة على الأرض
بدوره اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري إجراءات سلطات الاحتلال في مدينة القدس والقوانين التي تشرعنها، هدفها تشريد السكان واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني وخدمة المستوطنين، على حساب أهل الأرض الأصليين.
وأوضح صبري أن الاحتلال يسعى بشكل متواصل إلى السيطرة على الأرض وبناء المستوطنات في محاولة لتهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها.
وشدد على ضرورة تمسك الفلسطينيين وخاصة المقدسيين بأرضهم عدم التخلي عنها مهما بلغت جرائم الاحتلال ومحاولته لتهجيرهم منها.
ولفت إلى ضرورة التوحد والتكاثف ودعم صمود أهل القدس، من أجل افشال مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على المدينة المقدسة.