كشف ما يسمى مجلس التجمعات الاستيطانية (يشع) في جلسته المسائية السبت الماضي، أنه سيتقدم لحكومة الاحتلال الإسرائيلية بخطة واسعة وتكميلية للخطة التي تقدم بها سابقًا لبناء 4958 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنات قائمة ولتوسيع ومد أعمال البنى التحتية في بؤر استيطانية قيد الإنشاء وشق 5 أنفاق ومد جسرين أحدهما قيد البناء.
وقال خبير الاستيطان رئيس وحدة الخرائط في القدس، خليل التفكجي، إن سلطات الاحتلال أعلنت عن طرح عطاءات جديدة لبناء 96 وحدة استيطانية في مستعمرة (ادم) شمال شرق مدينة القدس المحتلة، ضمن مناقصة ي/ج/82-2020، وفق رؤية تطويق مدينة القدس بطوق استيطاني قابل للتوسع داخليًا وخارجيًا باتجاه الضفة الغربية.
وأضاف التفكجي أن الإعلان تضمن توسيع مستوطنة “جفعات همتواس”-“خربة طباليا” جنوب القدس المحتلة، لإعادة المخطط وتوسيع عدد الوحدات الاستيطانية فيها بحيث يجري مضاعفته وتضم 680 وحدة استيطانية سيجري مضاعفتها على أراضي فلسطينية خاصة، مؤكدًا أن الاحتلال يستغل انشغال العالم والإعلام بالحرب الروسية على أوكرانيا لتنفيذ مخططاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال ما يسمى مجلس التجمعات الاستيطانية (يشع) إن مخططين ومهنيين يعملون على إعادة دراسة الخطة التي تقدم بها المجلس لوزير جيش الاحتلال بيني غانتس للمصادقة عليها وإضافة بعض التعديلات لتقديمها في الاجتماع المزمع عقدة خلال الأسبوع الجاري الأربعاء أو الخميس المقبلين.
وحسب المجلس الاستيطاني: “حصلنا على الموافقة المبدئية و طلبات البناء على طاولة غانتس تنتظر مصادقته النهائية”.
وكان المستوطنون اتهموا غانتس بمحاولة الربح السياسي على حساب التمدد الاستيطاني.
وزعم (يشع) أن هناك تجميع صامت للاستيطان خلال الأشهر الأخيرة رغم اعترافه ببناء 1902 وحدة استيطانية خلال الأشهر الأولى من العام 2022، ولفت إلى خطط للبناء في التجمعات الاستيطانية القائمة ونسبة أخرى خارج تلك التجمعات، حيث برر المستوطنون هذا العدد الكبير من الخطط للمناخ الدولي وللحاجة لتوسيع المستوطنات لاستقبال آلاف القادمين الجدد من أوكرانيا وروسيا.
رئيس مجلس “يشع” دافيد الحياني قال إن هناك قائمة بأسماء ونسبة البناء وعدد الوحدات قدمت قائمة المستوطنات واجتازت اقرارات مهنية ولكنها تنتظر توقيع غانتس، فيما تحدث رئيس ما يسمى بمجلس كدوميم حننئيل توراني عن التأخيرات في اعداد القائمة وادعى بأن “غانتس يلعب لعبة سياسة صغيرة على ظهورنا”، مضيفًا: “يسكن هنا نحو نصف مليون مستوطن يريدون مواصلة العيش هنا، وعائلات شابة أخرى من كل أرجاء البلاد تسعى لأن تنتقل للسكن هنا، نحن لا نختلف عن سكان تل أبيب وبئر السبع”. وفق قوله.
وعقد رؤساء “يشع” مؤتمرًا صحفيًا استثنائيًا الأسبوع الماضي ادعوا فيه بأنه في الوضع الحالي، ليس للحكومة حق في تعطيل البناء في المستوطنات.
وادعى يسرائيل غانتس، رئيس مجلس بنيامين، بأن تجميد البناء هو من أعراض الحكومة التي تتخلى عن كل الذخائر المهمة لـ"إسرائيل" وهو الاستيطان. كما قال.
وأظهرت قائمة الخطط الاستيطانية رغبة المستوطنين في بناء 650 وحدة في مستوطنة “تل تسيون” و 360 وحدة في مستوطنة عمانوئيل شرقي قلقيلية و 377 في كدوميم، 192 في شعاريه تكفا، 136 في تفوح، 90 في دولف و 32 وحدة في مستوطنة معاليه أدوميم قرب القدس، بالإضافة لبناء 193 وحدة في مستوطنة “إفرات” قرب بيت لحم و 179 وحدة في مستوطنة عيناف شرقي طولكرم، 168 في طلمون، 136 في جفعات زئيف، 107 في حيناميت، 93 في تسوفيم و 64 في رفافا و 136 في بسغات زئيف قرب القدس.
وحسب القائمة هناك 10 مستوطنات تعتبر منعزلة نسبيًا من بينها مستوطنات رفافا وتفوح، إضافة إلى ذلك، في الخطة يوجد نحو ألف وحدة استيطانية في مستوطنات حريدية ما يشهد على طلب متزايد من المستوطنين الحريدين للسكن في المستوطنات.
وعقب التفكجي على ذلك بالقول: “إن هذه المشاريع تدل على استمرار الحكومة الإسرائيلية بتشكيلتها اليمينة الحالية بتنفيذ مخططات سابقاتها من حكومات نتنياهو بفرض أمر واقع جديد في الضفة الغربية المحتلة يتمثل في الزج بمليون مستوطن قبل العام 2025”.
وأضاف، أن عملية توسيع المستوطنات القائمة لم يتوقف ومستمر حتى في ظل جائحة كرونا، ولكن الخطر يكمن في المستوطنات المعزولة التي تكمل مخطط عزل وفصل والفريق بين القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد التفكجي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تعمل دون أي ضغوط خارجية ووفق أجندة يمينة استيطانية بحته ووفق برنامج مكثف ومضاعف في الضفة الغربية والقدس المحتلة للوصول إلى هدفين الأول ابتلاع أكبر مساحة من أراضي الضفة المحتلة لاستيعاب مليون مستوطن، والهدف الثاني الحيلولة العملية والاستراتيجية دون اتاحة أي مجال لقيام دولة فلسطينية في الضفة عبر قطع التواصل بين المدن والقرى نفسها وعزلها بالكامل عن مدينة القدس المحتلة.
وذكر التفكجي أن الاحتلال اليوم يستغل الحرب الروسية الأوكرانية والاهتمام والتركيز العالمي والإعلامي على هذه الحرب لتنفيذ أجندته الاستيطانية وحسم العديد من الملفات الخطيرة وبسرعة وضمن تصعيد ميداني واستيطاني شامل في الضفة والقدس المحتلة.
وقال: إن المستوطنين كانوا وما زالوا الأداة التنفيذية للحكومة الإسرائيلية في اشعال الوضع الأمني وفي تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية الاستباقية منها بمصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية – المعزولة وغير المعزولة وتقسيمها ظاهريًا بالمعترف بها وغير المعترف بها، مؤكدًا أن الاستيطان بمجمله غير قانوني ويعتبر البناء في الأراضي المحتلة ونقل رعايا الدولة المحتلة إلى الأراضي التي احتلتها جريمة وفق القانون الدولي.
وأضاف التفكجي: إن المشروع الذي قدمه مجلس التجمعات الاستيطانية (يشع) في جلسته المسائية السبت أكبر من 4 آلاف وحدة استيطانية للعلمانيين، وألف وحدة للحريدين بل هو مشروع أوسع وأكبر من ذلك بكثير يشمل الطرق السريعة والالتفافية وربط هذه المستوطنات بالبؤر ومناطق نفوذها الذي يفوق حجم بعضها بـ 3 أضعاف، وكل ذلك جزء من الصورة التي يحاول تجميلها ورسمها على الأرض لخنق الوجود الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلة ومنع أي شكل من أشكال الوحدة الجغرافية والديمغرافية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
المصدر: صحيفة القدس