تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد هجماتها بحق المقدسيين في حملة إرهابية هي الأعنف على سكان المدينة المقدسة، عقب ارتقاء الشهيد محمد عبيد واحتجاز جثمانه منذ يومين واقتحام وتطويق خيمة العزاء وإطلاق النار والقنابل على المتواجدين.
وتصدى شبان القرية لقوات الاحتلال خلال اقتحامها أحيائها، بإغلاق الشارع الرئيس بحاويات النفايات ورشق الحجارة والمفرقعات؛ احتجاجًا على عدم تسليم جثمان الشهيد عبيد.
واندلعت السبت الماضي مواجهات عنيفة واستمرت حتى منتصف الليل، أصيب خلالها أكثر من ٧٠ شاب بالأعيرة المطاطية والصوت والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما تواصل قوات الاحتلال انتشارها في احياء قرية العيسوية ومداخلها، واستفزاز السكان والتنكيل بهم، وتمركزت في محيط جامع الأربعين.
كما نكّل جنود الاحتلال بالشبان خلال دخولهم وخروجهم من المدخل الغربي لقرية العيسوية، وقاموا بتوقيفهم والتدقيق في هوياتهم وتفتيشهم جسديا، بعد اعتقال عدد منهم بدعوى أنهم مطلوبين لديها.
تلك الحملة تأتي بعد وقت قصير من تسلم سلطات الاحتلال اخطارات بهدم 100 شقة سكنية في منطقة وادي الحمص في قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس.
ووسط تلك المحاولات التي تهدف إلى تهجير وسرقة الأراضي المقدسية وإرهاب السكان، لا يسمع أي موقف من قيادة السلطة الفلسطينية التي تدعي أنها تعمل على تعزيز صمود السكان المقدسيين وتتصدى لتهويد المدينة.
ويؤكد صالح الشويكي عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس، أن ما يجري في قرية العيسوية هو جريمة بحق السكان والمدينة كون أن الاحتلال يسعى إلى عزلها وإخراجها من نطاق السيطرة الفلسطينية وضمها للمستوطنات.
ويوضح الشويكي في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال يشن هجومه الأعنف على القرية التي تعد رأس حربة المقاومة، بعد فشله في السيطرة عليها وإسقاط شبابها في وحل المخدرات وثنيهم عن مواصلة مقاومتهم.
وعن دور السلطة في تعزيز صمود المقدسيين، فإن الشويكي يرى أن السلطة الفلسطينية لم تقدم لهم أي مقومات أو مساعدات من شأنها أن تعزز صمودهم، واصفا إياها بأنها الوجه الآخر للاحتلال.
ويشدد على أن السلطة تعمل على تقويض المقاومة الفلسطينية داخل مدينة القدس، مما يدلل على تنازلها عن المدينة وتدعي كذبا رفضها لصفقة القرن فيما تتساوق مع الصفقة والاحتلال وتواصل تنسيقها الأمني ضد المقاومين.
ويؤكد علي أبو شيخة مستشار الحركة الإسلامية لشئون القدس والمسجد الأقصى سابقا، أن الاحتلال يصعّد بشكل غير مسبوق لأول مرة ضد قرية العيسوية ويدفع بآلاف الجنود في محاولة لكسر صمودهم.
ويوضح أبو شيخة لـ" الرسالة" أن المواجهات اليومية في مدينة القدس تأتي كمقدمة لتقسم المدينة وضمها لمستوطنة معاليه أدوميم، في ظل الانشغال العربي وما يجري بالبحرين من مؤامرة هدفها التخلص من القضية الفلسطينية
ويشير إلى أن مخطط تهويد المدينة سيفشل على صخرة الوحدة الوطنية وتمساك المقدسيين بأرضهم والدفاع عنها، لافتا إلى أن الصمت العربي تجاه ما يحدث بات مخيفا جدا.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن محاولة الاحتلال ومستوطنيه السيطرة على قرى ومدن القدس وتهجير الفلسطينيين بشتى الوسائل الممكنة لن تنجح في ظل تمسك المقدسيين وتشبثهم في أرضهم.