تواصل المعتقلة السياسية في سجون سلطة حركة فتح آلاء بشير، إضرابها المفتوح عن الطعام، رفضا لقرار تمديد اعتقالها التعسفي 15 يوما إضافية مع البقاء على التهمة الباطلة وفقا لتأكيد فريق الدفاع عنها.
وفي التفاصيل قال المحامي والناشط الحقوقي مهند كراجة إن المحكمة قررت تمديد توقيف المعتقلة السياسية بشير مدة ١٥ يومًا لغايات التحقيق بناءً على طلب النيابة العامة، مشيرا إلى أن بشير (23 عامًا) ستبدأ اليوم إضرابًا عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنها.
وأعاد جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في 13 يونيو الجاري، اعتقال بشير في قلقيلية شمالي الضفة عقب يومين من الإفراج عنها بعد اعتقال دام 34 يومًا، تنفيذا لقرار أصدرته محكمة الصلح في قلقيلية في وقت سابق يومها.
وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الأحد الماضي حملة تضامنية مع بشير، وغرد عشرات النشطاء على هاشتاق #كلنا-آلاء-بشير، مطالبين السلطة بالإفراج عنها فورا، ووقف الاعتقالات السياسية في الضفة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا حملت السلطة الفلسطينية مسؤولية سلامة المواطنة بشير، وطالبتها بإطلاق سراحها فورا، وفتح تحقيقات عاجلة في كافة الانتهاكات التي تعرضت لها، وإحالة المسؤولين عنها للمساءلة القانونية، فيما حذرت أمن السلطة من تعريض آلاء للتعذيب لإجبارها على الإدلاء باعترافات تخالف الحقيقة، وتدعو إلى تمكينها من زيارة محاميها وأهلها.
وقال فريق الدفاع عن آلاء، إن إعادة اعتقالها رغم صدور قرار بالإفراج عنها مخالف للأصول والقانون، كونها اعتُقِلت سابقًا وجرى التحقيق معها واستجوابها فيما أُسند إليها من تهم، "وعليه فإن إعادة اعتقالها يشكل مخالفة جسيمة لمبدأ عدم جواز ملاحقة الشخص على ذات الفعل مرتين، وذلك على فرض صحة الاتهام الذي جرى بحق المعتقلة".
وأفاد فريق الدفاع أن إعادة الاعتقال تُشكل أيضًا "مخالفة جسيمة" للإجراءات القانونية التي رسمها المشرع الفلسطيني وتقتضي وجود مذكرة اعتقالٍ بحقها منظمة من طرف النيابة العامة في قلقيلية وفق الأصول والقانون، "الأمر الذي يجعل من إجراءات توقيفها والتحقيق معها باطلة".
المحامي مهند كراجة قال إن "المعتقلة السياسية آلاء بشير نقلت إلى المستشفى بعد تدهور وضعها الصحي بسبب إضرابها عن الطعام، حيث قال الطبيب إن لديها جفافا ويمكن أن تخسر الكلى وجسدها النحيف لا يحتمل".
وبالتزامن مع إضراب آلاء رفضا لاستمرار اعتقالها، أفرج جهاز مخابرات سلطة رام الله، عن رجل الأعمال صالح أبو ميالة من الخليل بعد وقت قصير من اعتقاله؛ لمشاركته في مؤتمر البحرين، فيما جاء الإفراج بعد رسالة تهديد وجهتها السفارة الأمريكية إلى رئاسة السلطة.
وفي حين تعيش آلاء بشير في ظروف غير إنسانية داخل زنازين جهاز الأمن الوقائي، يشهد الحراك المطالب بالإفراج عنها، خصوصا في الوسط النسوي، والمؤسسات المعنية بحقوق المرأة، وكذلك وزارة شؤون المرأة، ما يشير إلى ضعف كافة الجهات سابقة الذكر في مواجهة سلطة حركة فتح، رغم وضوح الخطأ القانوني والمجتمعي الذي وقعت فيه أجهزتها الأمنية.
وفي التعقيب على ذلك، تقول اسمهان يوسف والدة المعتقلة السياسية آلا إن ابنتها تعيش ظروفا سيئة للغاية، وفي وضع نفسي ناتج عن إعادة اعتقالها، وشعورها بعدم وقوف أي جهة معها في محنتها، رغم أنها تملك ما يثبت براءتها من التهم الجديدة التي وجهتها لها النيابة العامة.
وأضافت يوسف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن قضية آلاء لم تعد تحظى بالاهتمام المطلوب من الأطراف كافة في الساحة الفلسطينية، في حين ينصب الاهتمام على قضايا أخرى أقل أهمية، وهذا ما بات يقلقنا على مصير آلاء في سجون الوقائي.
ودعت يوسف المؤسسات الحقوقية، والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة للتحرك الفوري، في اتجاه الضغط على الجهات الأمنية والحكومية للإفراج عن آلاء، مشيرةً إلى أن العائلة قدمت أكثر من مبادرة للجهات الأمنية في إطار السعي للإفراج عنها، إلا أن الردود كانت سلبية.