قال كاتب إسرائيلي إن "العملية الانتخابية الجارية للعام الحالي 2019 فتحت أبوابها فيما يخيم قطاع غزة عليها كسحابة سوداء، مما يمنح المعارضة الإسرائيلية فرصة ذهبية لمهاجمة حزب الليكود، وتظهر رئيس الحكومة كشخصية خاضعة للفلسطينيين".
وأضاف ماتي توكفيلد في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، أنها "ليست الانتخابات الإسرائيلية الأولى التي تجري على وقع التوتر الأمني في قطاع غزة، لكن الانتخابات الحالية ربما يبدو أنها مصيرية أكثر من أي جولة أخرى سابقة، ليس لأن غزة اختلفت، فغزة هي غزة كما هي، وحماس كذلك ذاتها حماس، لكن السلوك الإسرائيلي العام تجاه غزة طرأ عليه تغير جوهري.
وأشار إلى "أننا أمام مرحلة يخوض فيها اليسار الإسرائيلي حملة إعلامية ودعائية للإطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعيدا عن طرح البرامج الحزبية والسياسية، لأنه في هذه الحالة سيجد معسكر اليمين كله في مواجهته، اليسار شرع في هذه الحملة للتفريق بين نتنياهو واليمين، وفصل اليمين عنه، ويبدو أن الحملة الانتخابية ستطرح سؤال كبيرا عنوانه: هل آن أوان مغادرة نتنياهو للحلبة السياسية لأنه تحول عبئا على الدولة".
وأكد أن "قادة المعارضة الإسرائيلية شرعوا في الفترة الماضية، سواء بيني غانتس أو يائير لابيد، وأخيرا إيهود باراك، في حملة لبث رسائل في عدة اتجاهات مفادها أن الليكود ليس هو المشكلة، ولا معسكر اليمين الإسرائيلي، وإنما تكمن المشكلة في نتنياهو شخصيا".
وأوضح أن "المشكلة التي يواجهها نتنياهو في مواجهة تلك الحملة المعادية له التي تسعى للإطاحة به تتمثل في سياسته القائمة تجاه غزة، فطالما أن السلوك تجاهها هو ذاته، فإن ذلك قد يعبد الطريق أمام خصومه للنيل منه، لاسيما مع استئناف الحرائق في حقول مستوطنات غلاف غزة بفعل البالونات الحارقة التي تطلقها حماس من غزة، لأنه ليس هناك إهانة أكبر من هذه المشاهد".
وأضاف أن "مشكلة نتنياهو تتفاقم مع استمرار الحرائق من جهة، وحديث التقارير الصحفية عن ضخ المزيد من ملايين الدولارات إلى غزة دون إزعاج من جهة أخرى، فيما يواصل الجيش البقاء مكتوف اليدين أمام الخلايا التي تطلق البالونات المتفجرة من جهة ثالثة".
وأشار إلى أن "مستوطني الجنوب يعيشون مرارة وذلا أكثر من ذلك، فلا رحلات صيفية، ولا زيارات حدائق، والعديد منهم بات يعاني أزمات نفسية، وكل ذلك يمنح اليسار الإسرائيلي حجة في مهاجمة الليكود ونتنياهو، والقول أننا نملك خططا هجومية أكثر منه على غزة في حين أن نتنياهو رئيس الحكومة ووزير الحرب لديه خطة للخضوع أمام حماس".
وأكد أن "نتنياهو بإمكانه القول بأن خصومه يحاولون توريطه في غزة، وأنه لا يريد استخدام أمن الإسرائيليين كورقة حزبية ودعائية، لكن اليوم بات واضحا أن نتنياهو لن يخرج إلى حرب أو عملية عسكرية واسعة ضد حماس في غزة، حتى لو تأكد مسبقا أنها ستحقق له انتصارا انتخابيا، وفي الوقت ذاته سيمتنع عنها حتى لو تأكد أن ذلك سيسقطه انتخابياً، مع العلم أن ذلك لا يعني أن هذه سياسة صحيحة".
عربي21