تشق حركة فتح طريقها للمنافسة في الانتخابات رافعة كما كل مرة لافتة "مروان البرغوثي"، تستدعيها من الدرج كلما لاح في الأفق الحديث عن العملية الانتخابية.
"الاستخدام الانتخابي لاسم البرغوثي وقت العملية الانتخابية، أثار حفيظته؛ "فمروان يرفض استخدامه في الانتخابات بهذه الطريقة"، بحسب حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح المقرب من البرغوثي.
عبد القادر كشف لـ"الرسالة نت" عن إمكانية توجه تيار مروان البرغوثي، لتشكيل قائمة منفردة في حال تجاهلت القائمة الرئيسية للحركة تشكيل قوائم من أبناء الحركة بناء على معايير واضحة.
وأوضح عبد القادر لـ"الرسالة نت" أن ّ مروان حسم خياره الترشح للانتخابات الرئاسية في كل الأحوال.
وهناك يطرح السؤال حول إمكانية تحالف البرغوثي مع حركة حماس، خاصة إذا ما أصرّ رئيس السلطة على تشكيل قوائم وفق مقاييس فريقه المقرب منه.
هنا يجيب عبد القادر بـ"القول: "مروان مناضل وحدوي ويعتبر حماس جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني وليس هناك أي مشكلة بينه وبينها".
ويضيف: "فهم مروان أن حماس مكون أساسي من الشعب يخلق إمكانية لأي تحالف انتخابي معها؛ لأن كليهما لديه رؤية بحالة صراع مع الكيان مختلفة لما هي عليه القيادة الفلسطينية".
وينفي بشكل قاطع إمكانية التحالف بين مروان وتيار دحلان، ذلك التيار الذي يشكل عبئا آخر على رئيس السلطة محمود عباس.
في المقابل، يقر عبد القادر بوجود ضعف في الضغط الرسمي من السلطة تجاه العمل على الافراج عن مروان؛ "القيادة قصرت كثيرا مع مروان ولم تبذل جهدا كافيا لإطلاق سراحه، علما أنه كانت هناك فرص لممارسة ضغوط على بعض الدول الفاعلة؛ لكن لم يتم استثمار هذه الضغوط".
ويؤكدّ أن حركة حماس عملت وبشكل قاطع على ادراج مروان البرغوثي في صفقة شاليط؛ "فعلمت من خالد مشعل أن اسم مروان كان مدرجا في صفقة شاليط إلا أن (إسرائيل) رفضت بشدة إطلاق سراحه".
ويتابع: "اتمنى ان تنجح حماس في الافراج عن مروان في الصفقة القادمة وهي معنية بذلك".
في المقابل يطرح سؤال حول خيارات حماس وإمكانية دعمها لقائمة وطنية يقودها البرغوثي، سؤال تتحفظ حماس الإجابة عنه إذ تفضل الحركة عدم الإفصاح عن خياراتها التي تقدر الإعلان عنها وفق الظروف الخاصة بها.
لكنّ حماس وبحسب أوساط قيادية فيها، تدرك كثافة الرمال المتحركة في البيئة الفتحاوية بالانتخابات، وتدرك أن ثمة بيئة تفرض عليها خيارات متعددة، إلى جانب البيئة الوطنية برمتها التي تستوجب منها التعامل مع كامل الخيارات.
قيادات في حركة حماس أكدّت مرارا أن الحركة أصرت وعبر محطات طويلة ادراج مروان البرغوثي في قوائم الاسرى، بل إنّ أحد المطبات التي وقفت في وجه المباحثات الأخيرة بشأن الصفقة، إصرار الاحتلال على عدم ادراج مروان وقيادات فلسطينية ضمن الصفقة.
وتؤكد حماس حرصها أن يجري الافراج عن مروان، وفق أوراق المقاومة وقوتها وليس عبر أطر سياسية يمكن أن تفرض عبرها شروط على الرجل.
ويخلص المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، موقف حركته بالنحو التالي: "نريد انتخابات حقيقية تعبر عن الكل ويشارك بها الجميع، وخيارات حماس مفتوحة لنكون أمام لوحة حضارية نزيهة ومشرفة عبر الانتخابات، وحماس وقوى المقاومة في حالة صراع دائم مع المحتل، ولن نسمح كقوى فلسطينية أن يتدخل أحد بنتائج الانتخابات المقبلة، والعالم أدرك الخطأ الذي ارتكبه بتنكره لنتائج عام 2006".
ويبقى المحسوم في القضية برمتها، أنّ المعادلة السياسية لرئيس السلطة في ظل إصراره الترشح للانتخابات عاملا مفجرا في الحالة الفتحاوية، خاصة مع اجراءاته التي طالت قواعد التيارات الأخرى ومنهم مروان البرغوثي.
ويتهم تيار البرغوثي قيادات في السلطة بالعمل على افشال اضراب الكرامة عام 2007م.